|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكانَت حَماةُ سِمعانَ في الفِراشِ مَحمومة، فأَخَبَروه بأمرِها "مَحمومة" فتشير إلى مرضِ الحُمَّى، كما أوضحه الطبيب لوقا الإنجيلي "وكانَت حَماةُ سِمْعانَ مُصابَةً بِحُمَّى شديدةٍ " (لوقا 4: 38) او نار العظام بحسب الرَّبّانيين، بناء على ما جاء في سفر التَّثنية " يَضرِبُكَ الرَّبُّ بِالضَّنى والحُمَّى والبُرَداءِ والالتِهابِ مع الجَفافِ والصَّدَع والذُّبول، فتُطارِدُكَ حتَّى تَهلِك" (سفر تثنية الاشتراع 28: 22)، ويُنسب عادة مرض الحُمَّى إلى سبب غير طبيعي، كما جاء في سفر الأحبار " أُسَلِّطُ علَيكم رُعْباً وضَنًى وحُمَّى تُفْني العَينَينِ وتُرهِقُ النَّفَس" (الأحبار 26: 16). وفي الواقع، كانت هناك ثلاثة أنواع معروفة من الحُمَّى: أوَّلها ما كانوا يسمّونها «الحُمَّى المَالطيَّة». وهي التي تُسبِّب الضَّعْف والأنيميا التي تستمر شهورًا، وتنتهي بالموت. هناك ما يُشبه حُمّى التَّيفوئيد كما نعرفها اليوم، وهناك حُمَّى الملاريا التي ينقلها البعوض الذي يتوالد في المنطقة التي يلتقي فيها نهر الأُردُنِّ ببُحيْرة طبريَّة. كانت الحُمَّى بأنواعها متفشِّية في كَفَرْناحوم وطبريَّة. ويمكن إزالة الحُمَّى بالصَّلاة للمسيح، كما حدث في شفاء ابن عامل الملك "فاستَخبَرَهم يسوع عنِ السَّاعةِ الَّتي فيها تَعافى. فقالوا له: أَمْسِ في السَّاعَةِ الواحِدَةِ بَعدَ الظُّهْر فارَقَته الحُمَّى" (يوحَنَّا 4: 52). وكان المَرَض علامة على هَشاشة الإنسان وخطاياه. ويُعلق العلامة القدّيس ايرونيموس: "ليْتَ المسيح يدخل إلى منزلنا حتّى يشفي بكلمة واحدة حُمّى خطايانا. كلّ واحدٍ منّا يُصاب بالحُمّى. كلّ مرّة نغضبُ فيها، نُصاب بالحُمّى؛ إنّ ضُعفَنا على تنوّعه يُشكِّل معبرًا للحمّى" (عظات عن إنجيل القدّيس مَرقُس). وتُعتبر حَماة بُطْرُس من المُسنِّين، وكثيرون منهم يحسبون أنفسهم غير مُهمِّين، لكن ليس هناك شخص غير مُهم في نظر الرب، كما جاء في نبوءة أشعيا " إلى شَيخوخَتِكم أَنا أَنا، وإلى مَشيبِكم أَحتَمِلُكم، أَنا صَنَعتُكَم فأَنا أَحمِلُكم أَنا أَحتَمِلُكِم وأُنَجِّيكم" (أشعيا 46: 4). |
|