"الهِيرودُسِيِّينَ" فتشير إلى هم جماعة، ليسوا طائفة دينية ولا حزباً سياسياً، بل مجرد اتباع هيرودس الكبير وخلفائه في فلسطين. غير أن صداقتهم لملكهم لم تجعلهم موظفين رسميين في بلاطه وكان لهم نفوذ واسع، وحاولوا إقناع الشعب بمولاة هيرودس وحلفائه ومولاة الرومان وحلفائهم ونظر إليهم الشعب المُعادي للرُّومان ولهِيرودُس نظرة كره واحتقار. ولكن هذه النظرة لم تمنع الفِرِّيسيِّين، أعدائهم من التحالف معهم ضد المسيح، فتآمروا معاً، الفِرِّيسيُّون
الهِيرودُسِيّونَ، في الجليل (مرقس 3: 6) وفي القدس أيضًا حيث بقي الهِيرودُسِيّونَ إلى جانب الفِرِّيسيِّين يراقبون يسوع ليصطادوه بأسئلتهم (مرقس 12: 13) ويتامروا على قتله، كما ظهر من ردود اليهود "اشْتَدَّ سَعْيُ اليَهودِ لِقَتلِه، لأَنَّه لم يَقتَصِرْ على استِباحَةِ حُرمَةِ السَّبْت، بل قالَ إِنَّ اللهَ أَبوهُ، فَساوى نَفْسَه بِالله" (يوحنا 5: 18). وربما هم الذين دعوا خمير هيرودس (مرقس 8: 15).