|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتناول النَّص الإنجيلي مرقس 2: 18-22) موضوع الصَّوم، والذي من خلاله يتم التَّمييز بين تَلامِيذ يسوع وتَلامِيذ يوحَنّا والفِرّيسيِّين (مرقس 2: 18). والجواب الذي يتبع، يُشبِّه تَلامِيذ يسوع بأهل العَريس، ويتكلم عن الصَّوم مميزًا بين وجود العَريس وعدم وجوده (مرقس 2: 19-20). وفي النهاية نجد كلمتين تشبيهيّتين، "الثَّوب" (مرقس 2: 21) و" الخمر" (مرقس 2: 22)، كتعليق عما قيل بخصوص التَّناقض يبن الجديد والقديم، وينتهي النَّص بدعوة إلى الحياة الجديدة المُعبّر عنها في الدَّعوة الموجهة إلينا:" الخَمْرَة الجديدة في الزِّقَاق الجديدة" (مرقس 2: 22). فلا بدَّ من الاختيار بين الجِدة التي أتى بها يسوع الذي يصف نفسه بأنَّه عَريس شعبه، أو البقاء في أعراف وعادات قديمة بالية. يُعلِّمنا يسوع من خلال جداله مع الفِرّيسيِّين أنَّ الصَّوم ليس غرضًا في ذاته بل يجب أن يٌمارس في ظروف مناسبة. وترك يسوع المقولات الجامدة من ثوب عتيق وأوعية جدل عتيقة ليصل إلى عمق الإنسان وما فيه من صلاح. ومثله يفعل تَلامِيذه بعد دخولهم العهد الجديد الذي دشَّنه يسوع بحضوره. بعد أن حاولنا أن نجيب على الأسئلة التي يطرحها حول الصَّوم نجد أن الأهم هو أن يصوم الإنسان ويختبر معنى الصَّوم وحينئذ يفهم ويكتشف فائدته، إن لم يصمْ لن يكتشف حقيقة الصَّوم ولو قرأ وسمع الكثير عن هذا الموضوع. لذا فخير ما نختتم هذا التَّأمل هو ما قاله القديس يوحَنّا فم الذهب في إحدى عظاته عن الصَّوم: "اشحذ منجلك التي أتلفتها الشَّراهة، أشحذها بالصَّوم". وليكن طعامنا في زمن الصَّوم الأربعين "الكلمة" التي تخرج من فم الله، لأنه "ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإنسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله " (متى 4:4)، والعمل بمشيئته وهو القائل "طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه "(يوحَنّا 4: 34) وان نُلبِّي دعوته ونُقبل بتوبةٍ وإيمانٍ إلى تناول جسده وشرب دمه وهو القائل: " لأَنَّ جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ " (يوحَنّا 6: 55). ليتنا راجع أنفسنا بسؤال مُحدّد: كيف نصوم... كيف نصلي؟ يريد يسوع منا أن نصلي ونصوم ونسجد بالرُّوح. فالصَّوم في العهد القديم كان حرمانا للجسد... أمَّا في العهد الجديد، فهو تحرير للرُّوح. |
|