|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحن سفراء المسيح وصلت إلينا رسالة ثانية من بولس إلى أهل كورنتوس. فيها الدموع لما حصل لمرسَلي الإنجيل. وفيها الفرح بعد أن عادت المياه إلى مجاريها. هاجموا بولس. ومن هاجمه؟ أولئك الذين أحبَّهم وما أراد أن يثقِّل عليهم بشيء. قالوا عنه: هو غير الرسل الذين رأوا الربَّ بالجسد. هو رسول من الدرجة الثانية ويحتاج إلى أوراق اعتماد تُعرِّف الناس به، إلى رسائل توصية تدعم ذاك الآتي إلينا. قال لهم الرسول: أنتم رسالتي. كتبتُها لا على الورق، بل في القلوب. من هنا كلامه في 2 كو 5: 16-17. حسب الجسد. أناس كثيرون عرفوا المسيح خلال حياته على الأرض، في شفاء النازفة، كان الناسُ يزحمونه. وكلُّهم ما نالوا شيئًا. وحدها المريضة لمست طرف ثوبه فشُفيت: إيمانكِ خلَّصك. ويقول البعض للربِّ في النهاية: أكلنا معك وشربنا، علَّمتَ في أسواقنا، يقول: لا أعرفكم. ونحن هل يعرفنا يسوع حين نقول له: صلَّينا كذا صلوات، زرنا المعابد العديدة، شاركنا... شاركنا. كلُّ هذا يدل على الإنسان القديم. هي عادات كنّا نعملها في الماضي، ونعملها اليوم أيضًا. مثلاً، كان الكورنثيّون يتكلَّمون بالألسنة قبل أن يتعمَّدوا. ولبثوا يقومون بالعمل عينه بروح الإنسان القديم، ويحسبون أنَّ الإنسان الذي لا يتكلَّم بألسنة هو مسيحيّ من الدرجة الثانية. وبعضهم يتكبَّر أنَّه مؤمن! الإنسان القديم. أمّا الإنسان الجديد فيتطلَّع إلى الأمام، إلى الصليب، إلى المصالحة مع الله بالابتعاد عن الخطيئة وعن الشرّ الذي يتحرَّك فينا ويردُّنا إلى الوراء كما كان يفعل بالقدّيس أوغسطين. الربُّ ما حاسبنا ونحن لا نحاسب أحدًا. نحن سفراء المسيح. السفير هو الذي يسافر بعيدًا عن بلده ويمثِّل بلده حيثُ يكون. ونحن نمثِّل يسوع المسيح. نفكِّر تفكيره، ونقول الكلمة التي يجعلها الروح القدس في أفواهنا. يقول: الله يعظ بألسنتنا، الله يحتاج إلى لساني حتّى أحمل كلمته هو، لا كلمتي الخاصَّة. فإن قال كلُّ واحد كلمته صرنا في برج بابل، لا في كنيسة واحدة تحمل الرسالة ويقدِّسها الروح. |
|