|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يبدو أن أبناء الرئيس محمد مرسي تحولوا إلي صداع مزمن في رأسه بعد أن تسببوا منذ توليه رئاسة الجمهورية في إحراجه سياسيا في أكثر من موقف بسبب آرائهم التي افتقدت أحيانا الكياسة والفطنة وحملت في بعضها الآخر انتقادات لاذعة واتهامات صريحة لبعض الرموز والقوي السياسية وهو أمر جاء مناقضا تماما لما وعد به الرئيس مرسي قبل وعقب توليه رئاسة الجمهورية من أنه سيجنب أبناءه شئون الحكم والسياسة.
وإذا كان أبناء مرسي قد تسببوا في إحراجه في أكثر من موقف سياسي إلا أن أهم هذه المواقف ما تعلق بمطالبة كثيرين بإسقاط الجنسية الأمريكية عن ابنيه أسامة وشيماء التي حصلا عليها منذ الثمانينيات أثناء تواجد والدهما بالولايات المتحدة الأمريكية للدراسة.. وفي هذا الإطار قام أحد المحامين بتحريك دعوي قضائية أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة طالبت بنفس المطلب.. وطالبت الدعوي التي تحمل رقم 1995 لسنة 2012 بإسقاط الجنسية عن أبناء الرئيس محمد مرسي باعتبار أنه ليس من المنطقي أن يحمل أبناء رئيس الجمهورية جنسية أخري غير الجنسية المصرية باعتبار مصر أكبر دولة عربية وإسلامية في العالم لاسيما أن الجنسية التي يحملانها هي جنسية الولايات المتحدة الأمريكية التي دأبت علي التدخل في الشأن المصري. واستندت الدعوي إلي نص المادة العاشرة من قانون الجنسية رقم 26 لسنة 75 والمادة 26 من الإعلان الدستوري والتي تقضي بأنه لا يجوز للمرشح لرئاسة الجمهورية أن يكون أي من والديه متجنسا بجنسية أخري أو متزوجًا من زوج غير مصري وهو ما يستفاد منه عدم جواز حمل أي من أسرة الرئيس أي جنسية غير المصرية. وطالب مقيم الدعوي بحضور الرئيس مرسي للمثول بنفسه أمام القاضي للإدلاء بأقواله في هذا الأمر وهو ما قد يسبب له إحراجا كبيرا باعتباره رئيسا للجمهورية وقد قامت المحكمة بتأجيل الدعوي الي 10 نوفمبر المقبل.. وفي هذا السياق أكدت مصادر أن الرئيس ربما يضطر إلي إجبار أبنائه علي التخلي عن جنسيتهما الأمريكية حتي لا يضطر للمثول أمام المحكمة. والواضح أن هذه القضية لا تمثل الإحراج الوحيد الذي تسبب فيه أبناء الرئيس مرسي لوالدهم وإنما هناك مواقف أخري تصب في هذا الاتجاه أبرزها تدخلهم الزائد عن الحد في بعض الأمور السياسية والاشتباك مع بعض الرموز الوطنية وتوجيه اتهامات مباشرة لهم مما سبب إحراجا سياسيا للرئيس.. وربما كان آخر الأمثلة في هذا الإطار ما قام به نجله عمر الذي شن منذ أيام هجومًا حادًا علي كل من المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة والمستشار عبد المجيد محمود في أعقاب الأزمة الأخيرة بشأن النائب العام حيث كتب علي صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": "رئيس النادي يمارس عملاً ليس به سمة اختصاص فني فمهمته توفير المصايف ورحلات الحج والعمرة والكتب والأدوية "يا مغير الأحوال يارب"! ولا النائب العام إللي بيقولك هستشهد.. نسي تاريخه بسرعة كده!!".. وهو ما اعتبره كثيرون استهزاء غير مقبول برمزين من رموز القضاء المصري رغم اختلاف القوي السياسية مع كثير من مواقفهما. وكان من أكثر المواقف التي تسببت في إحراج الرئيس مرسي قيام عمر أيضا بسب أحد المواطنين علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي بعد أن قام هذا المواطن بالتعليق علي ما كتبه نجل الرئيس الذي هاجم الذين يدعون أنهم ثوار بينما هم في الحقيقة من أنصار النظام السابق.. وقد قال المواطن (بلاش أنت وأبوك تكفروا في الناس كده وتتهموهم بالباطل) فرد عليه عمر مرسي: (اسمه سيادة الرئيس يا بغل). والغريب أن هذه التدخلات في شئون السياسة والحكم تأتي رغم تأكيد نجل الرئيس الأكبر أحمد محمد مرسي بعد فوز أبيه برئاسة الجمهورية علي أن الرئيس لن يسمح لأحد من أبنائه أن يتدخل فيما لا يعنيه وقال علي صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "بالله العظيم علاقتي بالسيد الرئيس مثل كل مواطني مصر.. ولن يسمح لأحد مننا أن يتدخل فيما لا يعنيه". أحمد نجل الرئيس الذي قال إن والده لن يسمح له ولإخوته بالتدخل في شئون السياسة قام منذ أيام بتقمص دور الناصح السياسي والمرشد العام للشعب المصري حيث قال علي صفحته الخاصة: "أتمني أن يعمل الجميع من أجل مصر.. أتمني أن تكون غاية الجميع نهضة مصر.. أتمني أن يترك الجميع محاولات إفشال الآخر".. وأضاف "تناحر القوي والتيارات ومحاولة إفشال بعضها البعض لا يصب في مصلحة وطننا الحبيب مصر.. بل يصب فقط وبقوة في مصلحة الثورة المضادة". كما تقمص أحمد نفس الدور عندما انتقد كم السخرية التي يتناقلها النشطاء السياسيون وقال خلال صفحته الرسمية "ليس معني أن نختلف سياسيا أن نُشهر أو نسخر أو نستهزئ.. لابد أن يتغيـر سلوك الكثير من المصريين بما يتناسب مع ثورتنا المجيدة ولابد أن يغلب علينا التسامح والنظر للأمام والطموح وحسن الخلق". ورغم تأكيد الرئيس مرسي قبل وبعد رئاسته للجمهورية انه سيبتعد بأبنائه عن الظهور الإعلامي والساحة السياسية إلا أن ذلك لم يتحقق ويكفي الإشارة إلي انه رغم صغر سن نجله عبد الله إلا أن ذلك لم يمنع مشاركته في احتفالات نصر أكتوبر في الذكري 39 وجلوسه في المقصورة الرئيسية المخصصة لكبار الحضور والزوار وهو ما يؤكد أن أبناء الرئيس لا يعاملون معاملة المواطنين العاديين وإنما باعتبارهم أبناء لرئيس الجمهورية. وقد أكدت مصادر مقربة أن الرئيس ربما يضطر لمنع أبناءه من الاشتباك مع الحياة السياسية أو الرموز الوطنية حتي لا تهتز صورته أكثر من ذلك خاصة أن مواقف أبنائه أعادت إلي الأذهان صورة أبناء الرئيس السابق حسني مبارك. الموجز |
|