|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أهمية الخدمة (ع 31-38): 31 وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» 32 فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33 فَقَالَ التَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَدًا أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» 34 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. 35 أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. 36 وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا. 37 لأَنَّهُ فِي هذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِدًا يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. 38 أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ». ع31-33: حوار حول الطعام، أخذ فيه التلاميذ موقف المرأة السامرية السابق، فالسيد المسيح يتكلم عن طعام روحي "لستم تعرفونه"، أما هم، فاعتقدوا أنه أكل بصورة ما... وهذا ليس معناه أن المسيح لم يكن محتاجا لطعام وهو إنسان كامل مثلنا، بل هو اختلاف في الأولويات، فالجوع والعطش لخلاص النفس البشرية له الأولوية. ع34-35: بالرغم من الإعياء بعد طول السفر، واحتياجه الجسدي للماء والطعام، إلا أن إتمام مشيئة أبيه في دعوة الإنسان للخلاص، وإكمال عمله بالفداء على عود الصليب، اعتبره السيد المسيح هو طعامه الحقيقي، بل هو شهوة قلبه، مقدما دليلا جديدا على حبه واشتياقه لخلاص النفس البشرية. ثم انتقل المسيح إلى مشهد حقيقي عندما قال: "ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول"... فبالرغم من أن موسم الحصاد بعد أربعة أشهر، فهناك حصاد من نوع آخر، إذ خرج كل أهالى السامرة من قرية سوخار بملابسهم البيضاء في جماعات كبيرة بعد بشارة المرأة، فامتلأت الحقول بهم، فاعتبرهم السيد المسيح حصادا روحيا جاهزا للحصاد بمنجل الإيمان. ع36-38: الله ليس بظالم حتى ينسى تعب إنسان، فكل من يجمع نفوسا لملكوت الله، يأخذ أجرًا أرضيًّا وسمائيًّا بالفرح، ومشاركة كل من سبقوه. والمسيح، في أمانته، يذكر تعب كل من سبق في إعداد هذا الزرع للحصاد، وإن كان هو الزارع الحقيقي المنمى لكلمته. إلا أنه يشير هنا إلى أنبياء العهد القديم في تعبهم وإعدادهم للشعب طوال أربعة آلاف عام، وهو درس للتلاميذ أيضا، يحفظ لهم اتضاعهم في أن ما سوف يجنوه من ثمر في الكرازة، هو نتيجة لتعب آخرين، والحق يقال هنا أنه في حقل الخدمة، لا يمكن الفصل بين الزارع والحاصد، فمن يحصد الآن لتعب من سبقه في الزرع، هو أيضا يزرع لحاصد آخر بعده، وهذا ما قصده السيد في (ع37) مستخدما أحد الأمثلة اليهودية المعروفة، أنه ليس بالضرورة للخادم أن يرى ثمار خدمته، فالمسيح نفسه، بالرغم من كمال تعبه وفدائه، إلا أن ثمار المسيحية أتت بعد صعوده إلى السماء. † أيها الحبيب... ألا يغريك هذا على أن تشترك في هذه الأفراح... أفراح تعب الخدمة... أفراح الحصاد... أفراح دعوة الآخرين لملكوت الله، فتكون زارعا وحاصدا لك أجرة سمائية؟ طوباك إن فعلت. |
|