|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح يعلن عن ذاته للمرأة السامرية (ع 16-26): 16 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» 17 أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، 18 لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». 19 قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20 آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22 أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23 وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24 اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 25 قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». ع16-19: بعد أن تكلم السيد المسيح عن الروحيات بأسلوب خفى أعدها فيه لطلب الماء الحي، أفصح عن نفسه بصورة مباشرة، ولكن بالقدر الذي تتحمله، فطلب منها إحضار زوجها إن كانت ترغب فعلا في هذا الماء الحي، فأجابت المرأة بنصف الحقيقة أن ليس لها زوج شرعى، خافية بذلك خطيتها في معاشرتها لرجل بدون زواج. إلا أن المفاجأة التي أذهلها بها المسيح، في إعلانه عن معرفة كل ماضيها، بل والحاضر الذي تعيشه أيضا، هز وجدانها، فجاء ردها الذي يمثل شرارة إيمانها الأولى، ناطقة: "يا سيد"، بعد أن كانت ترفض التحدث معه أولًا لأنه يهودي، ثم شهدت أيضًا أنه "نبي"، بعد أن كانت تسخر وتقول: "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟" † أيها العزيز... في الحديث في السابق نرى لمحة لعلنا نتعلمها من شخص إلهنا الحبيب، وهي رقته العجيبة في اقتحام هذه النفس الخاطئة، فهو العالم بحالها وخطيئتها، ولكن انظر إليه وهو يمدحها مرتين، مرة قبل أن يعلن معرفته بخطيتها، ومرة أخرى بعد أن أعلن هذه المعرفة، فيبدأ كلامه بعبارة: "حسنا قلت"، وينهى كلامه بعبارة: "هذا قلت بالصدق". ومع هذه الرقة، لم يتهاون في إعلان الحق حتى تتوب هذه المرأة عن خطيتها... ليتنا نتعلم جميعا هذا الأسلوب، فالله لم يدنها وهو الديّان، بل كشف عن الخطأ من أجل توبتها وليس هلاكها. فهل نتعامل مع الخطاة بهذه الرقة، مع الفارق أننا خطاة وتحت الحكم؟ فلنأخذ هذا التدريب لحياتنا: أن نمدح شعاع النور الباهت في كل إنسان قبل توجيهه. ع20-24: عندما أدركت السامرية أن الرب ليس شخصًا عاديًّا -نبيًّا- تحول حديثها لوجهة أخرى، إذ شغلها الخلاف الدينى بين اليهود والسامريين، وادعاء كل طرف صحة إيمانه، وكأنها، بعد إدراكها لشخصه المميز، نست قصة المياه والبئر واهتمت بخلاص نفسها. ولما وجد الرب أن المرأة صارت مهيأة، بدأ يحدثها عن السجود الحقيقي ومفهومه الذي لا يرتبط بالمكان بل بالطريقة، فالله لا يقبل سجود الجسد دون الروح. "بالروح والحق ينبغي أن يسجدوا": تعني السجود بالانسحاق والإحساس بحضرة الله. أما السجود الجسدي والعددى فقط لا يقبله الله، بل ينخدع به الإنسان في ممارساته الروحية. وبالرغم من هذا الإفصاح الروحي عن السجود لله في كل مكان، لم يغفل السيد أن يوضح أن الإيمان اليهودي في جوهره هو الإيمان السليم وليس إيمان السامريين، وأن الخلاص المنتظر مصدره اليهود (ع22). "تأتي ساعة، وهي الآن": إشارة واضحة إلى ظهور المسيا المنتظر، وانتهاء العبادتين اليهودية والسامرية، والانتقال للسجود الروحي الحقيقي. يلاحظ أيضًا أن السيد المسيح صحح شكل وأسلوب السجود دون أن يلغيه، فالسجود واجب لله، فهو تقدمة حب واحترام وانسحاق وشعور قلبى يعكس إحساس الإنسان بالوجود في حضرة الله الحقيقية. والكنيسة تعلم أبناءها السجود، سواء في العبادات الجماهيرية كالقداس الإلهي، أو على المستوى الشخصى والفردى للإنسان في صلواته اليومية. ع25-26: استمرت المرأة في حديثها الروحي، وأشارت إلى المسيح الآتي والعالِم بكل الأمور. وإذ وصلت إلى هذه المرحلة التي تحمل فيها رجاءها بانتظار المخلّص -رجاء اليهود والسامريين- أجابها المسيح معلنا عن ذاته، وكاشفا عن نفسه: "أنا... هو". † إن شخص المسيح هو الوحيد الذي يستطيع أن يذيب الفوارق والنزاعات والعداوة، ويصير فيه الجميع واحدا... فكثير من المشاكل والخلافات، وخاصة الزوجية، لا نجد لها حلا لإصرار الطرفين على إبعاد المسيح عن حياتهما. أما إذا دخل، فلن تكون هناك سامرة أو يهودية، بل اتضاع وانسحاق وإحساس بحضرة الرب وطاعة وصيته... ليتك أيها الرب الحبيب تكون داخل كل بيت. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الخطأ هو الخطأ، ووقوع الكثيرين فيه لا يبرره |
أضحت كلّية في توبتها |
عظمة نينوى في توبتها |
مجموع الخطأ مع الخطأ لا يساوي صوابا |
أمثلة لم تؤجل توبتها |