|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الميلاد الأزلي (ع 1-8): 1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. 2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. 6 كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. 7 هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ. 8 لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. ع1-2: بينما اهتم البشيرين لوقا ومتى بأحداث الميلاد الزمنية، اهتم يوحنا بإبراز الميلاد الأزلي للسيد المسيح، لأن شاغله الأول كان إثبات لاهوت المسيح، في وسط التشكيكات التي شنها اليهود على شخص المسيح. ولا توجد آية أقوى من: "وكان الكلمة الله". ولهذا، نجد أن جماعة مثل شهود يهوه، الناكرين للمسيحية ولاهوت المسيح، يغيّرون في كتابهم منطوق هذه الآية إلى: "وكان الكلمة كإله". والمقصود بالكلمة: العقل الإلهي، أي الأقنوم الثاني، لأن الكلمة تعبّر عن العقل، وتصدر منه، وتساويه. تؤكد الآية الثانية، بوضوح أكثر، أزلية الوجود للآب والابن، فلم تكن هناك لحظة -بحسب لغة البشر- كان فيها الآب سابقًا أو منفردًا؛ فالميلاد الأزلي للابن مرتبط بالكلية بوجود الآب، مثلما نقول: تزامن ظهور قرص الشمس مرتبط بخروج الشعاع الضوئى منه. ع3-5: إشارة واضحة لتأكيد لاهوت المسيح، إذ أنه الخالق، "وبغيره لم يكن شيء" من الخليقة (راجع مع عب 1: 2). ويذهب الرسول إلى بُعد روحي مقارن للبعد اللاهوتي، فيقول: "كانت الحياة"، أي أن المسيح ليس خالقًا فقط، بل مصدر حياة وقوة كل أولاده ممن آمن واعتمد (باسم الآب والابن والروح القدس). ويشير القديس يوحنا إلى رفض اليهود للمسيح، مما جعله يصفهم بالظُّلمة التي لم تدرك النور المرسل للعالم. ع6-8: الكلام هنا عن يوحنا المعمدان وعن مهمته، أي تهيئة الناس لقبول المسيح، وليس جذب الناس لذاته والإيمان به. |
|