منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2024, 01:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

بولس هو أوَّلاً حامل الإنجيل هو يبشِّر ويعظ في وقته




بولس الرسول أسقف كورنتوس وكاهنها




أنا الذي ولدكم في المسيح

من يهتمُّ بالمؤمنين مثل هذا الاهتمام، من يفتخر بأن يكون خادمهم على مثال المعلِّم الإلهيّ، من يكون على أقدامهم لكي يغسلها، فهو الأب والأمُّ معًا. وهكذا نرى الرسول يقول لأهل كورنتوس: عندكم معلِّمون كثيرون. ولكن لكم أبٌ واحد: »أنا الذي ولدكم في المسيح يسوع بالبشارة التي حملتُها إليكم. فأناشدكم أن تقتدوا بي« (1 كو 4: 15-16). وأيُّ ابن لا يقتدي بأبيه، كما قيل: »الولد سرُّ أبيه«. منذ بولس والناس يدعوننا »أبونا، أبانا«، لأنَّنا وَلدنا الأولاد العديدين في المعموديَّة، وغذَّيناهم بجسد المسيح ودمه، ورافقناهم من بداية حياتهم إلى نهايتها. فبعد حمل البشارة، وتدبير الكنيسة، ها هي وظيفة التقديس التي يقوم بها الأسقف، الكاهن. لا فقط على مستوى الأسرار التي تفعل بذات الفعل، بل على مستوى حياة من القداسة يُقال فيها عن كلِّ واحد منّا، ما قيل عن المسيح: عمل ثمَّ علَّم (أع 1: 1).

الكاهن يلد المؤمنين في جرن المعموديَّة. وهذا السرُّ هو أوَّلاً سرُّ الإيمان. ممّا يعني دعوة الوالدين والعرّابين إلى الإيمان. يذكِّرهم الكاهن بما عرفوه في الماضي وبما يجب أن يعرفوه اليوم. حين كنت في إحدى رعايا باريس، كانوا يعدُّون الوالدين لمعموديَّة أولادهم. اجتماع أو اجتماعان أو أكثر. نحن نعمِّد الطفل لأنَّنا نعتبر أنَّ والديه مؤمنان ومثلهما العرّاب والعرّابة. هنيئًا إن كانت الرعيَّة على هذا المستوى، وإلاَّ وجب على الكاهن أن يستعدَّ ويعدَّ أولاده.

وبما أنَّ الأمر ليس هكذا، لماذا لا نستفيد من ممارسة السرِّ لكي نعلِّم أبناء الرعيَّة وبناتها. أوَّلاً، نمارس السرَّ على مهل، لأنَّ ما نقرأه من نصوص فيه تعليم كبير. ثانيًا، حين نقرأ ما نقرأ من الكتاب المقدَّس، نشرحه، نفسِّره، مع عظة صغيرة. وما نقوم به من حركات وأعمال، يحتاج إلى أن نوضحه. ما معنى الكفر بالشيطان؟ والمسح بالزيت؟ ماذا يعني الماء الذي نصبُّه على رأس الطفل أو الطفلة؟ ونشير هنا وهناك إلى فكرة جميلة مرَّت في الصلوات. مثلاً، الماء هو الحشا الجديد الذي يلد البنين. كان رمز الموت فصار رمز الحياة، بفعل الروح القدس.

أذكر أوَّل مرَّة عمَّدتُ ابنة أختي. سألني الحاضرون: هذه الصلوات من عندك؟ قلت: لا. بل قرأتُها في ممارسة السرّ. قالوا: كم هي جميلة! مرَّات يكون الأهل معجَّلون، يريدون أن تنتهي الحفلة في الكنيسة لأنَّ حفلة أخرى تنتظرهم. ومرَّات يكون الكاهن معجَّلاً، لأنَّ عمادة أخرى تنتظره. أمّا في عيد الغطاس، فحدِّث ولا حرج. تتوالى العمادات في سرعة جنونيَّة. عشر دقائق كافية. لماذا لا يكون العماد جماعيٌّا؟ ويتواصل مع الذبيحة الإلهيَّة. من أطيب الذكريات في رعيَّتي كفرعبيدا، المعموديَّة بعدد من الأطفال. صورة تورد أسماء المعمَّدين كلِّهم. الضيافة لجميع الحاضرين. ويتناول الوالدون والعرّابون. تمتلئ الكنيسة بالمؤمنين، ويفهم الحاضرون ما هي المعموديَّة التي تقبَّلوها منذ سنوات لا يعودون يذكرونها.

حين نعمِّد أحد الأولاد، نقدِّسه بالماء والميرون. هو الله يفعل بأيدينا مهما كانت هذه الأيدي. والقدّيس أوغسطين قال: عمَّد بطرس المسيح عمَّد. عمَّد يهوذا المسيح عمَّد. وولكن أين دور خادم السرّ؟ هل هو دور سحريّ؟ هل تذكَّر أنَّه معمَّد وأنَّه صار منذ ذلك الوقت هيكل الروح القدس. والوالدون والعرّابون؟ هل يعرفون ماذا يعملون حين يحملون الطفل إلى جرن العماد؟ في بدايات الكنيسة كان العرّاب الشابّ يأتي بالمعمَّد الشابّ. ومعًا يستعدَّان للشهادة بإيمانهم. وربَّما بالاستشهاد. ويُحكى عن أوريجان، هذا المفسِّر الكبير للكتب المقدَّسة، أنَّه كان يقبِّل صدر ابنه: هو هيكل للثالوث الأقدس. »إليه نأتي وعنده نصنع منزلا«.

والولادة الثانية التي هي سرُّ التوبة. حين عيِّنت أوَّل مرَّة خادم رعيَّة، طُلب من المطران كاهن »يعرِّف«. لأنَّ الذين يعمِّدون ويزوِّجون ويجنِّزون كثيرون، أمّا من يعرِّف، فلا نجد... ولمّا وصلت إلى الرعيَّة، دققت الجرس الساعة الرابعة. كان ذلك في السابع من تشرين الأوَّل سنة 1963. واعتاد الناس على الاعتراف في الرعيَّة بعد أن كانوا يمضون إلى الدير القريب. أمّا في الأعياد الكبرى فكان الاعتراف يبدأ في الثانية بعد الظهر وينتهي في الثانية بعد منتصف الليل.

في رعايا كثيرة، لا كرسيّ اعتراف. وإذا وُجد كرسيّ، لا أقول ماذا نجد فيه. تلك كانت خبرتي حين أعظ الرياضات في لبنان وأبعد من لبنان. لماذا الاعتراف؟ الناس لا يعترفون. قلت: ولماذا يذهبون إلى بعض المعابد والأديرة؟ ولماذا يروحون إلى رعيَّة مجاورة؟ لا جواب.

علَّمونا حين كنّا في الجامعة أنَّ الكاهن في كرسيّ الاعتراف هو القاضي والطبيب والغافر. هو يدين؟ أمّا الربُّ فقال لنا: لا تدينوا لئلاّ تدانوا. هو الطبيب؟ ويمكن أن يقال لنا: أيُّها الطبيب طبِّبْ نفسك. وهو الغافر؟ في الأصل يقال: يحلُّك الله. الله وحده يغفر الخطايا. ونتذكَّر يسوع في شفاء المخلَّع. قال: »مغفورة لك خطاياك« (مر 2: 5). والكلام عينه قاله للخاطئة. ولمّا أتوا بالزانية إلى يسوع وأرادوا أن يحكموا عليها بالرجم، قال لهم يسوع: من منكم بلا خطيئة؟ فمضوا كلُّهم. حينئذٍ قال لها يسوع: »أما حكمَ عليك أحدٌ منهم؟« فأجابت: »لا، يا سيِّدي«. فقال لها يسوع: »ولا أنا أحكم عليك. اذهبي ولا تخطئي بعد الآن« (يو 8: 10-11).

الكاهن في كرسيّ الاعتراف هو أب وأمّ. يأخذ الآتين إليه بالوداعة، ويعرف أنَّه أوَّل خاطئ. ذاك ما قال الرسول عن نفسه: »جاء المسيح إلى العالم ليخلِّص الخاطئين، وأنا أوَّلهم« (1 تم 1: 15). وسُئل مرَّة فرنسيس الأسّيزيّ عن نفسه. قال: أنا أكبر الخطأة، ولولا نعمة الله لكنت أوَّل الهالكين. وقال القدّيس أوغسطين: ما من خطيئة إلاَّ وأستطيع أن أقع فيها لولا نعمة الله. ولا »نستلشق« بأحد ولاسيَّما بالصغار. كان الخوري مارون مطر يقول: الولد بيحرز. لا نعرِّفه بسرعة. بل نربِّيه شيئًا فشيئًا. والذين يعترفون بتواتر، لا نقبل أن يكرِّروا كلَّ مرَّة ما يقولون. نحرِّك ضميرهم ونفهمهم معنى هذا السرّ. فالله يريد أن يربّي المؤمنين في سرِّ التوبة، وهو يطلب من كهنته أن يساعدوه.

قال بولس عن نفسه إنَّه لم يعمِّد الكثيرين. »فالربُّ أرسلني لا لأعمِّد، بل لأعلن الإنجيل« (1 كو 1: 17). لماذا قال الذي قاله؟ لأنَّ المؤمنين كانوا يتعلَّقون بمن عمَّدهم، على مثال تلاميذ الفلاسفة، فبولس لا يريد المؤمنين له، بل للمسيح. لهذا قال لهم: »لا يقدر أحد أن يقول إنَّكم باسمي تعمَّدتم« (آ15).

وقال للذين أرادوا أن يتعلَّقوا به: »هل بولس هو الذي صُلب من أجلكم؟ أو باسم بولس تعمَّدتم؟« (آ13). فالكنيسة ليس كنيسة هذا الأسقف أو هذا الكاهن. الكنيسة هي كنيسة المسيح. والذي أراد أن يعمِّد الكثيرين لكي يتبعه الكثيرون، أسَّس كنيسته الخاصَّة، لا كنيسة المسيح. لهذا كثر الذين ضلُّوا وأضلّوا الكثيرين، مثل ماني مثلاً الذي أسَّس كنيسة في مواجهة »الكنيسة الكبيرة«. أمّا نحن فنريد أن نعمِّد الكثيرين لأنَّ في مثل هذا العمل فائدة. وإذا كثر الأولاد، نعرف من نختار.

وفي ما يتعلَّق بالتوبة، نتذكَّر كيف حكم بولس على ذلك الرجل »الذي يعاشر زوجة أبيه« (1 كو 5: 1). كما حذّر من الذهاب إلى المحاكم. ونبَّه من الزنى (1 كو 6: 18) الذي كان منتشرًا في كورنتوس. وقال: »أما تعرفون أنَّ الظالمين لا يرثون ملكوت الله.؟ لا تخدعوا أنفسكم، فلا الزناة... ولا السارقون (الأشخاص) ولا الفجّار ولا السكّيرون ولا الشتّامون ولا السالبون (الأموال) يرثون ملكوت الله. كان بعضكم على هذه الحال، ولكنَّكم اغتسلتم، بل تقدَّستم بل تبرَّرتم باسم الربِّ يسوع المسيح وبروح إلهنا« (آ9-11).

وننهي كلامنا على مستوى التقديس في سرِّ الإفخارستيّا. لن نطيل الكلام هنا، بل نتذكَّر أنَّ الكاهن يوزِّع خبز الكلمة، كما يوزِّع خبز القربان. والمجمع الفاتيكانيّ الثاني أعلن أنَّ مائدة الخبز مهمَّة مثل مائدة القربان. أي غذاء يعطي »الأبونا« لرعيَّته؟ هل يمجّون من طعام هو هو، لا يعطي أيَّ غذاء لحياة المؤمنين. عندئذٍ لا نتساءل: لماذا يخفُّ عدد المؤمنين الذين يشاركون في الاجتماع الأسبوعيّ. سبقتنا كنائس الغرب فرأت الكنائس فارغة ثمَّ مقفلة. فهل نتعلَّم نحن؟ نحن مثل »تجّار« جعل الربُّ في يدنا »الوزنات«. هل نعرف أن نقدِّم للمؤمنين الآتين إلينا غنى المسيح الذي لا يُستقْصى (أف 3: 8)؟ أم نخفي »الوزنة« في الأرض فنستحقُّ توبيخ الربِّ حين يأتي ويطالب بالحساب: »يا لك من خادم شرّير كسلان!« (مت 25: 26). وإن عرفنا أن نتاجر، نلنا جزاء الخدّام الأمناء.

الخاتمة

وهكذا رافقنا بولس الرسول وتعرَّفنا إليه أسقفًا وكاهنًا في كنيسة كورنتوس. هو أوَّلاً حامل الإنجيل، هو يبشِّر، ويعظ في وقته وفي غير وقته. وهو ذاك المهتمّ بكلِّ واحد من أبناء رعيَّته. حدَّثنا مرَّة عن »اهتمامه بجميع الكنائس«. قال: »فمن يضعف ولا أضعف أنا؟ ومن يقع في الخطيئة (أو: يترك الكنيسة) ولا أحترق من الحزن عليه؟« (2 كو 11: 29). وأخيرًا هو الأب الذي أُعطِيَ سلطة التقديس، وهو يوجِّه المؤمنين والمؤمنات إلى القداسة التي بدونها لا يرى أحد وجه ربِّنا. ذاك هو وجه بولس الكهنوتيّ الذي لا يعرف الكلل ولا التعب، الذي ما خاف الشدائد والمشقّات والضرب والسجن، الذي تصرَّف بالنزاهة وطول البال والرفق وروح القداسة والمحبَّة الخالصة، بالكلام الصادق وقدرة الله، وسلاح الحقّ في الهجوم وفي الدفاع (2 كو 6: 4-7). ذاك يكون برنامجنا إن أردنا أن نكون كهنة بحسب قلب الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا رب لا يمكنني أن أجِدكَ ما لم تُظهِر لي نفسَكَ أوَّلاً
Coloring pictures for children يسوع ويعظ الاطفال
بولس وتقدم الإنجيل
القديس بيشوى حامل الصليب هو حامل المسيح
‏عجوز عاقر حامل وبتول بكر حامل


الساعة الآن 07:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024