|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في قلاية الأب باييسيوس الباناغوذا، كان هناك زائران من تسالونيك. متكئان على شجرة الكستناء. كلاهما في الخمسينات من العمر، كانا شاحبين ومشاكسين . يبدو أنهم من منظمة كنسية، لأنهم كانوا ينظرون إلى الشيخ بتأنيب، ويتهامسون بتعليقات مع بعضهم . كان الأطفال يلعبون، وأحدثوا ضجة – حيث أستدار الأب باييسيوس نحوهم وقال بهدوء: لا تحدثوا فوضى، لأنه بجانب هنا، تحت الأرض ، الأميركيين مختبئين وسوف نوقظهم، و سيأتون لقطع صمتنا." توقف الأطفال، محتارين بصمت. في الطرف المقابل. الزائران اللذان يبدوان أنهم أتقياء، استمروا بالنظر مع عدم الموافقة على الشيخ الذي كان يغلي الحليب ويحرص على عدم فوارنه. في نهاية المطاف أحدهم لم يعد بمقدوره الإحتمال فقال للراهب: "أيها الشيخ باييسيوس، نحن في الأيام الأولى من الصوم الكبير ، لدينا صوم صارم، وأنت تغلي الحليب لشربه؟" كان الشيخ صامت. و لم يجب. أخذ الوعاء لأن الحليب كان يغلي. ثم ذهب الى قلايته، أحضر ستة أكواب صغيرة و قديمة، ورتبهم في صف إلى جانب بعضهم وملأهم بعناية. انتظر بعض الوقت ليبردوا، في حين كان الجميع ينظر إليه بدهشة وصمت. الشخصين التقيين راقبوا هذا باشمئزاز، مفكرين لوجود ستة أشخاص زائرين عند الشيخ والأكواب الستة ، ربما الراهب سيقدم لهم الحليب خلال هذه الأيام الصارمة من الصوم. أخذ الأب باييسيوس الأكواب المليئة واحداً تلو الآخر ووضعها على صينية خشبية، ونقلهم سبعة أمتار بعيداً وتركهم على الأرض ، على حافة شجيرة. وضعهم هناك في صف، ثم جاء وجلس بجانبنا وبدأ بعمل صفير غريب من فمه، و هو ينظر نحو الغابة. و لم تمر بضعة دقائق قليلة حتى ظهرت بحذر أفعى مع خمسة ثعابين صغار ، أطفالها. توقفت أنفاسي. جاءت الثعابين، ومرت بقربنا زاحفة ، مقتربة ببطء من الكؤوس ، وبدأت بلطف بشرب حليبها الصباحي ... يا قديس الله باييسيوس تشفع بنا .. |
|