|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين السلوى والضفادع 1 لِذلِكَ كَانُوا أَحِقَّاءَ بِأَنْ يُعَاقَبُوا بِأَمْثَالِ هذِهِ، وَيُعَذَّبُوا بِجَمٍّ مِنَ الْحَشَرَاتِ. 2 أَمَّا شَعْبُكَ فَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ الْعِقَابِ، أَحْسَنْتَ إِلَيْهِمْ بِإِعْدَادِ السَّلْوَى مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ، أَشْبَعْتَ بِهِ شَهْوَتَهُمْ. 3 حَتَّى إِنَّهُ بَيْنَمَا كَانَ أُولئِكَ مَعَ جُوعِهِمْ فَاقِدِي كُلِّ شَهْوَةٍ لِلطَّعَامِ مِنْ كَرَاهَةِ مَا بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ، كَانَ هؤُلاَءِ بَعْدَ عَوَزٍ يَسِيرٍ يَتَنَاوَلُونَ مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ. 4 فَإِنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي لأُولئِكَ الْمُقْتَسِرِينَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ فَاقَةٌ لاَ مَنَاصَ مِنْهَا، وَلِهؤُلاَءِ أَنْ يَرَوْا كَيْفَ يُعَذَّبُ أَعْدَاؤُهُمْ لاَ غَيْرُ. لذلك عوقبوا بحقٍ بأمثال هذه، وعُذِّبوا بِجمٍّ من الحشرات. [1] رأينا في الأصحاح الحادي عشر (حك 16:11-20) المقابلة بين ضربة المصريين بالضفادع والبعوض والذباب والجراد، وبين عطية السلوى للمؤمنين في البرية. لقد عبد قدماء المصريين بعض الحشرات والحيوانات فضربوا بذات آلهتهم. هذا ما يؤكده الحكيم هنا: "عوقبوا بحقٍ بأمثالٍ هذه". فما حلُ بهم هو ثمرة هذه العبادات، فأراد الله أن يكتشفوا حقيقة هذه الآلهة الكاذبة. ما ظنوه موضوع سعادتهم صار موضوع عذابهم. هذه هي طبيعة الخطية، فإنها تحمل سمها في داخلها. من يظن أنه ينعم بلذتها، يشرب سمها وهو لا يدري. عندما ثار موسى النبي على الشعب الإسرائيلي لأنهم عبدوا العجل الذهبي، "أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعمًا وذراه على وجه الماء، وسقى بني إسرائيل" (خر 20:32). يتساءل البعض: لماذا سقاهم من الماء الذي به العجل الذهبي المسحوق؟ لقد أراد أن يؤكد لهم، أن ما فعلوه يشربون منه. فمرتكب الخطية يذوق مرارتها، ويكتشف أن ملذاتها وقتية زائلة تخفي وراءها مرارة الموت. |
|