![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الوثنية وانحطاط البشرية في الأصحاح الثالث عشر قدم لنا الحكيم صورة مؤلمة للإنسان وقد ترك خالقه ليستعيض عنه بالطبيعة أو بأحد عناصرها، أو بصنمٍ من عمل الإنسان نفسه. وفي الأصحاح الرابع عشر يسخر الكاتب من اتكاء الإنسان على تمثالٍ خشبيٍ هش، مبررًا التجائه إلى ذلك لتحقيق لذاتٍ جسديةٍ، أو مجدٍ زمنيٍ، أو لمداهنة إمبراطور أو السير وراء الضلال الباطل. وفي الأصحاح الخامس عشر يختم حديثه عن الوثنية في مرارة كيف دفعت بالبشرية إلى انحطاط حتى صارت أدنى من الحيوانات غير العاقلة. الاعتزاز بالله الرحيم 1 وَأَنْتَ يَا إِلهَنَا ذُو صَلاَحٍ وَصِدْقٍ، طَوِيلُ الأَنَاةِ وَمُدَبِّرُ الْجَمِيعِ بِالرَّحْمَةِ. 2 فَإِذَا خَطِئْنَا فَنَحْنُ فِي يَدِكَ، وَقَدْ عَلِمْنَا قُدْرَتَكَ، لكِنَّا لاَ نَخْتَارُ الْخَطَأَ لِعِلْمِنَا بِأَنَّا مِنْ خَاصَّتِكَ. 3 فَإِنَّ مَعْرِفَتَكَ هِيَ الْبِرُّ الْكَامِلُ، وَالْعِلْمَ بِقُدْرَتِكَ هُوَ أَصْلُ الْحَيَاةِ الدَّائِمَةِ. أما أنت يا إلهنا فإنك صالحٌ صادِق طويلُ الأناة، ومدبِّر كل شيء بالرحمة. [1] وسط حديثه عن العبادة الوثنية التي حطمت فكر الإنسان بالغباوة، وحياته بالرجاسات والكذب مع العنف والقسوة، تطلع سليمان إلى الله ليرى صورة مبهجة منيرة. فيتحدث عنه بقوله "إلهنا"، وكأن الوثنيين يقتنون الأصنام كملكٍ لهم، لكن لا تقدر أن تقتنيهم أو تمتلكهم، إذ هي بلا حياة. أما الله فهو إلهنا الذي يقتنينا شعبًا له، يعتز بنا، ونحن نعتز به. رأينا أنه مع الفساد اتسمت العبادات الوثنية بالعنف والشراسة حتى بلغت إلى تقديم ذبائح بشرية، أما إلهنا فصالح، صادق في مواعيده، طويل الأناة، ضابط الكل، يدبر كل شيءٍ لنفعنا وبنياننا الأبدي. يقدم الكاتب مناقشته لمعاقبة الأشرار في شكل مناجاة مقدمة لله (حك 15: 2-3)، الذي هو رحوم، وقدير على خلاف الأوثان العاجزة تمامًا عن العمل. سبق فتغنى داود النبي قائلًا: "لأنك أنت يا رب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليك... أما أنت يا رب فإله رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة والحق" (مز 86: 5، 15). |
![]() |
|