|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَثَل الابن الضال (ع11 - 32): 11 وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. 12 فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. 13 وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. 14 فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. 15 فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. 16 وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. 17 فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! 18 أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، 19 وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. 20 فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. 21 فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. 22 فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، 23 وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، 24 لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. 25 وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا. 26 فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟ 27 فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا. 28 فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ. 29 فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي. 30 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ! 31 فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. 32 وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ». ع11-13: هذا المثل هو من أشهر أمثال المسيح التي تظهر محبة الله للخطاة وعطاياه الجزيلة لهم إذا تابوا. الابن الأصغر يرمز للأمم أو الخطاة والعشارين من اليهود. الابن الأكبر يرمز لليهود أو الكتبة والفريسيين أو المتكبرين عمومًا، خاصة المرتبطين بالحياة الروحية. الأب يرمز إلى الله. في تمرد، على خلاف العادة، طلب الابن نصيبه في الميراث من أبيه، ولم ينتظر حتى موته. وهذا معناه إهماله التمتع ببيت أبيه أي الكنيسة وعدم فهمه لرعايتها. وافق الأب من حنانه، وأعطاه نصيبه من الميراث، فأخذه وسافر به إلى كورة بعيدة هى الأنانية. إذ أحب هذا الابن نفسه أكثر من محبته لأبيه، تغرب عن الحب الإلهي لسقوطه في الأنا، وظن أن سعادته فيها وفي إشباع شهواتها المادية. بذر أمواله أي كل طاقاته ومواهبه وحواسه في أمور العالم الزائلة، حتى أضاعها بإسراف دون وعى. ع14-16:انغمس الابن الضال في شهواته، وأنفق كل ما معه من أموال حتى نفدت، فلم يجد طعامًا يقوته. وفوجئ بجوع عام في الكورة التي ذهب إليها ولذا لم يجد من يعطيه شيئًا ليأكل، فاضطر أن يبحث عن عمل ليعيش منه، ولم يجد إلا عملًا حقيرًا وهو رعاية الخنازير، التي تتصف بالقذارة. وكان أجره ضئيلًا لا يكفي قوته، فاشتهى أن يأكل من طعام الحيوانات التي يرعاها وهو الخرنوب. وعندما حاول أن يأخذ شيئًا منها، انتهره صاحب الخنازير، فكان يعمل كثيرًا ويأكل قليلًا، وأصبح معرضًا للموت جوعًا. هكذا انشغل الابن الضال بملذات العالم، فاكتشف في النهاية جوعه إلى البر، وبدلًا من أن يرجع إلى أبيه (الله)، بحث أيضًا في العالم عن عمل ليأكل ويشبع أيضًا من هذه الماديات، فوجد صاحب عمل وهو الشيطان رئيس هذا العالم الذي أرسله إلى أعمال العالم وهي حقوله ليرعى الخنازير. وكانت الخنازير نجسة ومحرمة عند اليهود ولا يسمح بتربيتها لأنها تمثل النجاسة، أي أعمال العالم المرتبطة بالشهوات النجسة. ولم يجد فيها ما يشبعه، فزاد جوعه حتى احتاج أن يأكل طعام الحيوانات وهو الخرنوب. الخرنوب قرون جوفاء يصل طولها إلى 30 سم تتدلى من أشجار تعطى للحيوانات. لم يعطه أحد، أي احتاج للشر والطعام الأجوف الذي لا يشبع أي الماديات ولم يجد، وكاد يموت من الجوع ويفارق الحياة. ع17-19: هنا تظهر عظمة التوبة وسر قوة هذا الابن الضال الذي يسمى بالشاطر أيضًا، إذ أنه رجع إلى نفسه واكتشف نتائج خطيته، وهي الذل والإقتراب من الهلاك، وقارن نفسه بمجده في بيت أبيه، وأن أقل إنسان عند أبيه، وهو الأجير وليس ابن البيت، يشبع ويفيض عنه الطعام. فتحسر في قلبه على فرحه ومكانته وعيشته الأولى. وهو يرمز للإنسان الذي يبعد عن الكنيسة في شهوات العالم ومشاغله المختلفة، فيفقد فرحه ويحرم من طعامه الروحي، وعندما يُذَل بالخطية يذكره الله بحياته الأولى في الكنيسة، وكيف أن المبتدئ في الحياة الروحية الذي يرمز إليه الأجير يشبع روحيًا، بل أمامه فرص الطعام الروحي كثيرة، وهكذا يشتاق للتوبة والعودة إلى بنوته لله في الكنيسة. فقرر الرجوع إلى أبيه وإعلان توبته أنه أخطأ إلى السماء وليس فقط لأبيه، وبإنسحاق يعلن عدم استحقاقه أن يعود برتبة البنوة، بل ليت أبيه يقبله كأجير أي أقل شخص في الكنيسة. ع20-21: تظهر محبة الآب الذي ينتظر إبنه، وإذ قام الابن وبدأ يتحرك في طريق العودة أي التوبة وجد أبيه يجرى نحوه مسرعًا ليعانقه ويحتضنه غير مبال بقذارة ملابسه وجسده لأن محبة الله تغفر كل خطايانا فنبيض أكثر من الثلج. وإذ وقع على عنقه: رفع عنه نير عبودية الخطية وأظهر محبته وحنانه أيضًا بهذه القبلة الأبوية. وعندما بدأ الابن يعلن اعترافه، لم يدعه الأب يكمله بأن يسمح له أن يكون أجيرًا، بل أوقفه عند إعلانه عدم استحقاق البنوة ليهبه بأبوته بنوة كاملة. ع22-24: أظهر الله أبوته لإبنه الضال بأن أمر عبيده أي الكهنة في الكنيسة أن يلبسوه الحلة الأولى، وهي ثوب البر الذي نناله في المعمودية عندما تتجدد طبيعتنا فيها (غل3: 27)، أو الذي نناله في سر التوبة والاعتراف، ثم الخاتم وهو ختم الروح القدس في سر الميرون ليسكن فينا الروح القدس سكنى دائمة (2 كو1: 21،22) أما رجليه فوهبهما حذاء وهو السير بكلمة الله التي تؤكد البنوة (أف6: 15). الابن يلبس حذاء أما العامل الأجير فليس له. أما العجل المسمن فهو الحمل الذي بلا عيب، المسيح إلهنا الذي ذبح على الصليب لفدائنا، ونأكله جسدًا ودمًا حقيقيين على المذبح كل يوم فنحيا به (يو6: 56). وأعلن الأب لكل أهل بيته أن يفرحوا بعودة ابنه الضال، الذي عاد إلى الحياة بتوبته ورجوعه إلى الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة. ع25: الابن الأكبر يمثل اليهود أو المتكبرين أو المرتبطين بالله شكلًا. الحقل يرمز للعالم الذي ينشغل به الكثيرون. البيت أي الكنيسة. آلات طرب ورقص أي التسابيح المرتفعة في الكنيسة فرحًا بعوده الخاطئ وشكرًا لله. ع26: سأل: أي قرأ الكتاب المقدس. أحد الغلمان: أي واحد من أنبياء العهد القديم الذين تنبأوا بقبول الأمم في خلاص المسيح الفادي عندما عادوا إليه بالتوبة والإيمان. ع27: أخبر الغلام الابن الأكبر بعوده أخيه الضال وفرح أبيه به لأنه عاد إلى البيت. وهو يرمز للأنبياء الذين كتبوا عن توبة الخطاة وقبول الأمم، أو يرمز إلى الكهنة وخدام العهد الجديد الذين يعلنون قبول الخطاة التائبين في الكنيسة وتناولهم من الأسرار المقدسة. ع28: تضايق وغضب اليهود أو المتكبرون في الكنيسة بقبول الأمم والخطاة، ورفضوا الدخول إلى بيت الله لكبريائهم. خرج أبوه حنان الأب جعله يخرج إليهم، يطلب خلاص الفريسيين واليهود المتكبرين أيضًا. ع29: أخدمك سنين بكبرياء يظن الفريسيون أن لهم فضل على الله بخدمتهم له. لم أتجاوز وصيتك يشعر الفريسيون ببرهم الذاتي واستكمالهم لتطبيق الناموس والوصايا. جديًا يرمز لشهوات العالم المادية. فالكبرياء جعلهم يطالبون بالخيرات الأرضية وليس الطعام الروحي، أما الابن الضال التائب المتضع فاتحد بالمسيح في سر الأفخارستيا. ع30: إبنك هذا تجرأ المتكبرون فقالوا لله عن أخيهم "إبنك هذا" متبرئين منه. أكل معيشتك بذر إمكانياته التي وهبها له، فهم يستفذون الله ضد أخوتهم الخطاة. مع الزواني أتهم أخاه بمعاشرة الزواني، مع أن المثل لم يذكر هذا، بل أنه بذر أمواله فقط، فالكبرياء جعله يتهم أخاه باطلًا. ع31: يا بنى أظهر أبوته له رغم تذمره وكراهيته لأخيه، فالله يطلب خلاص الكل بما فيهم المتكبرين. كل ما لى فهو لك البنوة الحقيقية لها كل البركات الإلهية، وهذا معناه أن الابن الأكبر لا يشعر ببنوته لله. أعلن الله حقيقة لليهود وكل المرتبطين بالكنيسة وهي أنه أعطاهم خيراته الجزيلة ومواعيده الثابتة، وكان ينبغي أن يتمتعوا بها، فلا يسقطون في الكبرياء لكن تتفتح قلوبهم لمحبة إخوتهم الخطاة، بل ويسعون لإرجاعهم ويفرحون بعودتهم. فعلى قدر ما نحزن بموت إنسان بالجسد، نفرح لقيامة أي شخص من الموت وذلك في حالة توبته ورجوعه إذا كان خاطئًا، أو إيمانه إن لم يكن مؤمنًا. |
|