|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله الأب والحاكم! 10 فَإِنَّهُمْ بِامْتِحَانِكَ لَهُمْ، وَإِنْ كَانَ تَأْدِيبَ رَحْمَةٍ، فَهِمُوا كَيْفَ كَانَ عَذَابُ الْمُنَافِقِينَ الْمَقْضِيِّ عَلَيْهِمْ بِالْغَضَبِ. 11 لأَنَّكَ جَرَّبْتَ هؤُلاَءِ كَأَبٍ، إِنْذَارًا لَهُمْ، وَأُولئِكَ ابْتَلَيْتَهُمْ كَمَلِكٍ قَاسٍ قَضَاءً عَلَيْهِمْ. 12 وَقَدْ مَسَّهُمْ فِي الْغَيْبِ مِنَ الضُّرِّ مَا مَسَّهُمْ فِي الْمَشْهَدِ، 13 إِذْ أَخَذَهُمْ ضِعْفَانِ مِنَ الْحُزْنِ وَالنَّحِيبِ، بِتَذَكُّرِ الضَّرَبَاتِ السَّالِفَةِ، 14 لأَنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّ مَا كَانَ لَهُمْ عِقَابًا، صَارَ لأَعْدَائِهِمْ إِحْسَانًا، شَعَرُوا بِيَدِ الرَّبِّ. 15 وَالَّذِي قَضَوْا مِنْ قَبْلُ بِطَرْحِهِ فِي النَّهْرِ، وَاسْتَخَفُّوا بِهِ وَرَذَلُوهُ اسْتَعْظَمُوهُ فِي آخِرِ الأَمْرِ، إِذْ كَانَ عَطَشُ الصِّدِّيقِينَ عَلَى خِلاَفِ عَطَشِهِمْ. لأن هؤلاء قد امتحنتهم كأبٍ يُنذرهم، وأولئك حاسَبتَهم كمَلكٍ قاسٍ يحكُمُ عليهم. [10] ما حلّ بالمصريين كان عقابًا للردع، أما العطش الذي حلّ بالعبرانيين فكان تأديبًا أبويًا للإنذار. وسواء كانوا من بعيدٍ أو من قريب، يذوقون عذابًا على السواء. [11] عانى الطرفان من العذاب على السواء، فالعطش لحق بالطرفين، لكن الموقف في كل حالة مختلف عن الآخر. فقد أخذهَم حُزنُ مُضاعف، وأنين بتذكُّر الماضي. [12] في وجود اليهود لحق المصريين الحزن حيث تحول الماء إلى دمٍ، وبعد انطلاقهم إلى البرية تضاعف حزنهم، إذ رأوا أولئك الذين سبق فاستعبدوهم قد صاروا شعبًا عظيمًا يحملون قوة فائقة، يتغلبون على صعوبات البرية بواسطة إله المستحيلات، القادر أن يقدم لهم ماءً من صخرة جامدة تتبعهم في رحلتهم. يرى البعض أن حزن الأشرار مضاعف, حزن بسبب التأديب الذي يحل بهم , وحزن آخر بسبب البركات التي تُمنح للذين يضايقونهم ويظلمونهم. لأنهم لما سمعوا أن ما كان لهم عقابًا، كان لأعدائهم إحسانًا، شعروا بيد الرب. [13] فإن الذي سبق أن طرحوه، ورذلوه ساخرين، أدهشهم في آخر الأمر، إذ كان عطشُهم يختلف عن عطَش الأبرار. [14] يبدو أن كل الأمم المحيطة بالمنطقة - بما فيها مصر - كانت تتابع أحداث الخروج. فعندما سمع المصريون بعطش العبرانيين ثم إخراج ماء من الصخرة دُهشوا، وأدركوا أنهم سبق لهم فسخروا بالله خلال شعبه ورذلوه، الأمر الذي دمرّ ملكهم وجيشهم، أما العبرانيون فانتفعوا من العطش! موسى النبي الذي رذله المصريون واليهود أيضًا، صار موضوع دهشة الاثنين. موسى أداة استخدمها الله لعطش المصريين, وهو بعينه صار أداة لارتواء ظمأ الإسرائيليين. |
|