|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رعاية الحكمة للأبرار والأشرار في الباب الأول يحثنا الكاتب في سفر الحكمة على طلب الحكمة بالصلاة والتوسل إلى الله، ليس فقط باللسان، إنما بكل كياننا، حيث نطلب البرّ، فنتحول إلى لهيب نار، يتوق إلى الحكمة السماوية المقدسة. وفي الباب الثاني يدعونا الكاتب إلى اكتشاف عظمة الحكمة وقدرتها الفائقة، هذه التي فضلها سليمان الحكيم عن عرشه وعن كل غنى، فهي تهب الإنسان شركة مع الله ليحمل سمات فائقة تؤهله لتحقيق خطة الله من نحو البشرية ككل، ومن نحوه هو على وجه الخصوص، كما فعلت مع سليمان الملك باني الهيكل المقدس. أخيرًا في هذا الباب (الثالث) يكشف لنا الكاتب عن دور الحكمة عبر الأجيال من آدم إلى دخول الشعب في أرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلًا. يستعرض هذا القسم (حك 11-19) عمل الحكمة في حياة الشعب أثناء الخروج، ليبرز حماية الله لشعبه ورعايته لهم، مقدمًا مقابلات بين حماية الحكمة للشعب وهلاك الوثنيين الذين حادوا عن الحكمة، ولم يتمتعوا بالإيمان. لم يحدث هذا عن محاباة، إنما عن كمال حرية الإنسان، إذ يقول عن الأشرار الهالكين: "كانوا على أنفسهم أثقل من أنفسهم" (حك 17: 21). فما حلّ بهم من ظلمة خارجية ليس إلا صدى لثقل الظلمة الداخلية الأشد مرارة وتدميرًا من الظلمة الخارجية. جاءت هذه الأصحاحات تفسيرًا لما ورد عن قصة الخروج في شكل عظة تكشف عن رعاية الله لشعبه، وكيف يحول حتى الضربات التي يسقط تحتها الأشرار لخير أولاده كما لخير الأشرار أنفسهم إن تابوا ورجعوا إليه. يقدم الكتاب هذا العرض لتطبيقه في الحياة اليومية المعاصرة، سواء على مستوى الجماعة المقدسة أو العضو. يعتبر هذا القسم عظة تشرح ما وراء تاريخ الشعب، خاصة بخصوص الخروج. تظهر رعاية الله الفائقة وخطته التي تختفي وراء الأحداث. يرى بعض الدارسين أن الأصحاحين (10، 11) هما حديث تمهيدي ليهيء للحديث الوارد في الأصحاحات 12 حتى 19. لكن يمكننا القول بأن الأصحاح العاشر (حك 10: 1-14) يكشف عن دور الحكمة فيمن يقتنيها كأشخاصٍ وتكملة السفر عن دورها في الكنيسة ككل، ولا فصل بين الشخص والكنيسة، لأنه هو عضو فيها بدونها لا كيان له، وبدونه لا وجود للكنيسة. فالعضو يحتاج إلى الجسم ككل، بدونه لا يمارس حياته ووجوده كعضوٍ حي، وبدون العضو تفقد الكنيسة جمالها ودورها، حتى وإن كان فقيرًا أو ظن أنه قليل المواهب والقدرات. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفمشعر الجفن لا يساوي شيئًا إن نُزع عن الجفن، بل يلقى في المزبلة، وبدونه يفقد الإنسان كله جماله! يقدم لنا الكاتب خلال أمثلة وردت في العهد القديم كيف أن الحكمة مخَّلصة لذويها، كما يقدم عدة مقابلات. |
|