|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا قال يسوع عن الإنسان الغني ولعازر؟ في لوقا الفصل ١٦، يخبر يسوع عن رجلين يمرَّان بتغييرات جذرية في ظروفهما. هذه هي قصة يسوع باختصار: كان رجل غني يعيش برفاهية. وكان يُوضَع عند بوابته رجل متسوِّل اسمه لعازر، وكان يشتهي أن يُعطى من فتات الطعام الذي يقع من مائدة الرجل الغني. مع الوقت مات لعازر، فحملته الملائكة ووضعته إلى جانب إبراهيم. ومات الرجل الغني أيضًا ودُفن. ثم نقرأ أن الرجلين كانا واعيين بعد موتهما. فالرجل الغني كان يتعذَّب في نار مشتعلة. لذلك طلب من إبراهيم أن يرسل إليه لعازر ليُبرِّد لسانه بنقطة ماء من إصبعه. فرفض إبراهيم طلبه وقال إن الرجلين تغيَّرت ظروفهما كثيرًا الآن، وإن هناك حفرة عميقة بينهما ولا أحد يقدر أن يعبرها. هل حصلت هذه القصة فعلًا؟ كلا. إنها قصة مجازية أعطاها يسوع كي يعلِّم درسًا. وهذا ما يؤكِّده علماء الكتاب المقدس. فالعنوان الفرعي في ترجمة لوثر للكتاب المقدس طبعة ١٩١٢ (بالإنكليزية) يقول إنها قصة مجازية. كما أن الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي (بالإنكليزية) يقول في إحدى الحواشي إن هذا «مَثَل بشكل قصة دون الإشارة إلى أية شخصية تاريخية». فهل أراد يسوع أن يعلِّم دروسًا عن الحياة بعد الموت؟ هل قصد أن بعض الناس سيتعذَّبون في الجحيم حين يموتون وأن إبراهيم ولعازر كانا في السماء؟ هناك أدلة عديدة تبرهن أنه لم يقصد ذلك. مثلًا: لو كان الرجل الغني في مكان حرفي للعذاب بالنار، أفلن يتبخَّر الماء على إصبع لعازر بسبب النار؟ حتى لو لم يتبخَّر الماء، فهل تكفي نقطة واحدة لتريح الغني نهائيًّا من عذابه في نار حرفية؟ قال يسوع بوضوح إنه خلال الفترة التي كان فيها على الأرض لم يكن قد صعد أحد إلى السماء. (يوحنا ٣:١٣) فكيف يكون إبراهيم حيًّا في السماء؟ هل تؤكِّد هذه القصة عقيدة العذاب في الجحيم؟ كلا. فرغم أنها ليست قصة حقيقية، يقول البعض إنها ترمز إلى الفكرة أن الصالحين يذهبون إلى السماء والأشرار يتعذَّبون في الجحيم. a فهل هذا الاستنتاج منطقي؟ كلا. فعقيدة العذاب في الجحيم لا تنسجم مع ما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموتى. مثلًا، لا يقول الكتاب المقدس إن كل الصالحين يعيشون بسعادة في السماء حين يموتون أو إن الأشرار يتعذَّبون في نار الجحيم. على العكس، فهو يقول: «الأحياء يعلمون أنهم سيموتون. أما الموتى فلا يعلمون شيئًا». — جامعة ٩:٥. ماذا تعني قصة الغني ولعازر؟ تُظهر هذه القصة أن هناك فريقين من الناس ستتغيَّر ظروفهم تغييرًا جذريًّا. واضح أن الإنسان الغني رمز إلى رجال الدين اليهود الذين كانوا ‹يحبُّون المال›. (لوقا ١٦:١٤) فهم كانوا يسمعون ليسوع، لكنَّهم يعارضون رسالته. كما كانوا يحتقرون عامة الناس. — يوحنا ٧:٤٩. أما لعازر فرمز إلى عامة الناس الذين قبلوا رسالة يسوع وكانوا مكروهين من رجال الدين اليهود. والتغيير في الظروف كان تغييرًا جذريًّا بالنسبة إلى الفريقين. كان رجال الدين اليهود يعتقدون أن اللّٰه راضٍ عنهم. لكنَّهم ماتوا مجازيًّا حين رفضهم اللّٰه ورفض طريقة عبادتهم لأنهم لم يقبلوا رسالة يسوع. وهم كانوا يتعذَّبون بسبب الرسالة التي بشَّر بها يسوع وأتباعه. — متى ٢٣:٢٩، ٣٠؛ أعمال ٥:٢٩-٣٣. عامة الناس، الذين تجاهلهم قادتهم الدينيون لوقت طويل، هم الآن في وضع أفضل. فكثيرون منهم قبلوا تعاليم يسوع المؤسسة على الأسفار المقدسة واستفادوا منها. فصار لديهم الآن الفرصة أن ينالوا رضى اللّٰه إلى الأبد. — يوحنا ١٧:٣. |
|