|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. يرى داود أن حياته لا تكون بدون وجود الله أمامه؛ لذا فقد سعى حتى يتذكر أن الله أمامه دائمًا؛ ليقوده في كل خطواته. نفهم من كلمة "جعلت" أهمية إرادة الإنسان، فلابد أن يجاهد؛ ليذكر نفسه بوجود الله وحينئذ ينعم عليه الله بالإحساس بالحضرة الإلهية. هكذا شعر إيليا أيضًا حينما قال "حى هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه" (1 مل17: 1)، وكذلك يوسف الذي شعر بحضرة الله، فلم يقبل الخطية مع امرأة فوطيفار (تك39: 9). ولذا نقول في القداس الإلهي إهدنا يا رب إلى ملكوتك، وفى الأصل القبطى نجد المعنى أدق وهو "خذ طريقًا أمامنا إلى الداخل إلى ملكوتك" أي أن الله هو القائد المستمر للمؤمن في كل خطوات حياته، حتى يوصله إلى الملكوت. إذ يشعر داود بوجود الله معه، مساندًا له ويقول عن يمينه، أي معطيًا إياه كل القوة فبالطبع لا يتزعزع، مهما اضطربت الدنيا حوله. إن الله أمامي، أي مرشدى وعن يمينى، أي سندى، فالله هو كل شيء في حياتى ومعى في كل حين، فلا أتزعزع. هذه الآية هي أيضًا نبوة عن المسيح، الذي أكمل خدمته على الأرض، جاعلًا الآب أمامه وعن يمينه، بل هو في الآب والآب فيه؛ لذلك لم يتزعزع من اضطهاد له واحتمل كل آلام الصليب من أجلنا. فالآب عن يمين الابن والإبن عن يمين الآب (مر16: 19)؛ لأن الاثنين متساويان في الجوهر. |
|