|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن معك الحكمة العليمة بأعمالك، والتي كانت حاضرة حين صنعت العالم، وهي عارفةٌ ما المرضيُّ في عينيك، والمُستقيم بحسب وصاياك. [9] يتطلع سليمان الحكيم إلى العرش الإلهي فيرى أقنوم الحكمة الإلهي الجالس عليه موضع سرور الآب ورضاه. وكأنه قد سبق فسمع صوت الآب السماوي أثناء عماد السيد المسيح كما أثناء تجليه: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت 3: 17؛ 17: 5؛ مر 1: 11؛ لو 3: 22؛ 2 بط 1: 17). أدرك سليمان عجز الإنسان عن أن يكون موضع سرور الآب، بعد أن اختار برضاه العصيان، وفي كبرياء قبل مشورة إبليس عوض تصديق الوعود الإلهية. لقد اشتاق سليمان أن يقتني الحكمة الإلهي، ويختفي فيه، فيصير به موضع سرور الآب، بل ويُسر سليمان نفسه بالله. لقد عبرَّ الكتاب المقدس عن المسرة المشتركة بين الله والإنسان في المسيح يسوع المصلوب، والذي قدم المصالحة بين الآب والإنسان. لهذا كثيرًا ما قيل عن ذبيحة المحرقة، رمز الصليب: "محرقة للرب رائحة سرور وقود هو للرب" (خر 29: 18؛ راجع خر 29: 15، 41؛ لا 1: 9، 17 إلخ). هذا عن سرور الله بنا في المسيح موضوع سروره. أما من جانبنا، فقد قيل: "مخافة الرب مجد وفخر وسرور وإكليل ابتهاج" (سي 1: 11). "العبادة تحفظ القلب وتبرره وتمنح السرور والفرح" (سي 1: 18). هذا ما دفع سليمان نحو طلب الحكمة، إذ خلال أقنوم الحكمة يصير موضع سرور الله، ويتمتع هو بالمسرة والفرح. يقول ابن سيراخ عن الحكمة: "من أحبها أحب الحياة، والذين يبكرون إليها يمتلئون سرورًا. "ملكها يرث مجدًا، وحيثما دخلت فهناك بركة الرب" (سي 4: 12- 13). |
|