|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجلي (ع28 - 36): ← وردت أيضًا في (مت17: 1-9؛ مر9: 2-9). 28 وَبَعْدَ هذَا الْكَلاَمِ بِنَحْوِ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَصَعِدَ إِلَى جَبَل لِيُصَلِّيَ. 29 وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا. 30 وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، 31 اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ، وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. 32 وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ. 33 وَفِيمَا هُمَا يُفَارِقَانِهِ قَالَ بُطْرُسُ لِيَسُوعَ: «يَا مُعَلِّمُ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةً، وَلِمُوسَى وَاحِدَةً، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةً». وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَقُولُ. 34 وَفِيمَا هُوَ يَقُولُ ذلِكَ كَانَتْ سَحَابَةٌ فَظَلَّلَتْهُمْ. فَخَافُوا عِنْدَمَا دَخَلُوا فِي السَّحَابَةِ. 35 وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا». 36 وَلَمَّا كَانَ الصَّوْتُ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَدًا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ. ع28: بعد حديثه عن الآلام والصلب بثمانية أيام (بحساب اليوم الذي تكلم فيه عن الصلب واليوم الذي تجلى فيه، وبهذا يزيد يومين عما ذكره متى ومرقس إذ قالا بعد ستة أيام مت17: 1). وعدد 8 يشير إلى الأبدية لأن أيام الأسبوع 7، فاليوم التالي لها يدخلنا فيما بعد هذه الحياة أي الأبدية، وهذا لأن التجلي هو لمحة من أمجاد السماء. أخذ المسيح تلاميذه الثلاثة المقربين، لإستعدادهم الروحي الخاص في قبول إعلانات إلهية عظيمة وإهتمامهم وفرحهم للوجود أكبر وقت مع المسيح، فصعد بهم إلى جبل وهو على الأرجح جبل حرمون. والجبل يرمز إلى تنفيذ الوصية، فينبغي الجهاد الروحي للإرتفاع عن الأرضيات إلى السماويات، بتنفيذ الوصية وإحتمال أتعاب الصعود، للتمتع ببركة الله واستعلانه لنا خلال تنفيذنا لوصاياه. كان الغرض المعلن أولًا للتلاميذ هو الصلاة في خلوة مع المسيح، وإذ أحبوا الخلوة والصلاة، أعلن لهم المسيح مجده في التجلي. ع29: لم يترك المسيح ناسوته، بل تغير أي صار مُمَجدًا فهو الإله المتأنس ولاهوته لم يفقده ناسوته. لباس المسيح يرمز للكنيسة الملتصقة به، فتصير بيضاء من بهاء مجده وعمله فيها. فمجدنا من خلال إلتصاقنا به. ع30: ظهر مع المسيح في تجلية موسى وإيليا بشكل رجلين. وموسى يمثل الناموس، وإيليا يمثل الأنبياء، فالمسيح غاية الناموس والأنبياء ورجاء الذين رقدوا مثل موسى، والأحياء المجاهدين مثل إيليا. ع31: ظهر موسى وإيليا مع المسيح المتجلى بمجد لا يعبر عنه، ليعلن المسيح شيئًا من لاهوته الأزلي ومجد قديسيه فيه، وكان موضوع الحديث هو الفداء الذي سيكمله بالصليب في أورشليم، إذ هذا هو هدف الناموس والأنبياء وتجسد المسيح. والتجلي لا يشغلنا عن الصليب بل الصليب هو الطريق لإتمام الحب الإلهي للبشرية لتتمجد فيه. ع32: لم يحتمل التلاميذ الثلاثة عظمة مجد المسيح في تجليه، ونوره الذي هو أقوى من الشمس في لمعانها كما يذكر متى ومرقس في أناجيلهما، فناموا لضعف الجسد ولم يسمعوا إلا القليل من حديث المسيح مع موسى وإيليا، ولما استيقظوا وجدوا المنظر كما هو أي المسيح بمجد عظيم. ع33: لاحظ التلاميذ قرب انصراف موسى وإيليا ومن فرط فرحتهم بمنظر التجلي تمنوا لو يظلوا فيه دائمًا. فقال بطرس معبرًا عن ذلك بتمنى صنع ثلاث مظال للمسيح وموسى وإيليا، ليستقروا أمام التلاميذ في هذا المنظر العظيم. والإنسان يصنع المظلة لتقيه من حرارة وضوء الشمس، أما الآن فالنور يشع من المسيح نفسه فكيف يحتاج إلى مظلة، ولكن بطرس لم يكن مستوعبًا كل هذا لأن مجد التجلي قد بهره، فهو فوق الإدراك العقلى. ع34: كان مجد التجلي أعظم من أن يحتمله الثلاثة تلاميذ أكثر من هذا، فظللتهم سحابة وخافوا عندما دخلوا فيها وفقدوا رؤية أي شيء حولهم. والسحابة تشير إلى حضرة الله كما حدث مع موسى على الجبل عندما أخذ الشريعة. ع35: مما زاد رهبتهم، سماعهم صوت الله يعلن أن المسيح هو ابنه الوحيد، ويأمرهم بسماع تعاليمه ليخلصوا، فهوا الابن الوحيد في الجوهر المستعلن للبشرية ليفديها، وقد سبقت نفس هذه الشهادة عند عماد المسيح في الأردن (مت3: 17). ع36: بعد ذلك وجد التلاميذ أنفسهم مع المسيح وحدهم، إذ إنصرف موسى وإيليا وأختفت السحابة، ولم يخبر التلاميذ أحدًا بالتجلي إلا بعد قيامته كما أمرهم المسيح (ذكر ذلك في إنجيل متى) وذلك لضعف إيمان الجموع فلن يفهموا أو يستوعبوا لاهوته وتجليه. |
|