|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفاء المفلوج (ع17 - 26): 17 وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ. 18 وَإِذَا بِرِجَال يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَانًا مَفْلُوجًا، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. 19 وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. 20 فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 21 فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ «مَنْ هذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟» 22 فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 23 أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ 24 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!». 25 فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. 26 فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ!». ع17: دخل المسيح أحد بيوت كفرناحوم، كما نعلم من تفاصيل هذه الحادثة المذكورة في (مت9: 2- 8، مر2: 1- 12)، وكان بين المجتمعين حوله مجموعة من الفريسيين أي المفرزين، وهم يشعرون أنهم أفضل فئة روحية في المجتمع اليهودي، ويتصفون بالكبرياء؛ ومجموعة أيضًا من معلمي الناموس، وهم حرفيون في تمسكهم بالشريعة دون جوهرها. وقد أتوا من بلاد مختلفة ليفحصوا تعاليم المسيح ويحكموا عليها، فكانوا جالسين بكبرياء يراقبونه. وقد اجتمع عدد كبير من اليهود من قرى الجليل المحيطة بكفر ناحوم بل أيضًا من قرى اليهودية وهي التي تقع جنوب الجليل وقدموا له مرضى كثيرين فشفاهم، فتعجب الناس من قوة الله التي فيه. ع18-19: من بين المرضى الكثيرين الذين ازدحموا حول المسيح، حضر أربعة رجال [كما ذكر في (مت 9)] يحملون مشلولًا على فراشه، وبسبب الزحام حول الباب لم يجدوا طريقة للوصول إلى المسيح إلا الصعود فوق السطح من السلم الخلفى. وكانت توجد فتحة في السقف يغطونها بالأخشاب في الشتاء ويرفعونها في الصيف، فرفعوا هذه الألواح الخشبية الموجودة بين الطوب الآجرُ (وهو الطوب المحروق الذي يغطى السقف ليمنع نفاذ مياه الأمطار)، وربطوا فراش المشلول ودلوه من السقف، فنزل قدام رب المجد يسوع. كم تكلف هؤلاء الرجال الأربعة من جهد كبير يعلن إيمانهم بالمسيح ومحبتهم للمريض، وهم يرمزون إلى فئات الكنيسة المقبلة بإيمان على المسيح (الأساقفة - الكهنة - الشمامسة- الشعب) لتجد خلاصًا فيه. أو الانجيليين الأربعة، الذين ببشائرهم يحملوننا إلى الإيمان بالمسيح. ع20: لما رأى المسيح الإيمان العملى لهؤلاء الأصدقاء الأربعة، اهتم جدًا بشفاعتهم العملية في صديقهم، فمنحه غفران خطاياه الذي هو السبب الحقيقي لمرضه. فهو يقطع المرض من جذوره وأصله، وهذا يؤكد لاهوته وسلطانه على غفران الخطايا لأنه لا يستطيع ذلك إلا الله. ليس معنى هذا عدم إيمان المشلول، بل عجزه عن الحركة والكلام لم يعطه فرصة أن يعبر عن إيمانه، ولكن قبوله وهو في هذه الحالة الصحية السيئة أن يخرج من بيته، ويدخل بين الزحام، ويصعدوا به إلى السطح ويربطوا السرير ويدلوه، متحملًا هذا التعب واحتمال سقوطه أثناء تدليته... كل هذا يؤكد رغبته في الشفاء وإيمانه. ع21: تضايق الكتبة والفريسيون من كلام المسيح، معلنين أن من يغفر الخطايا هو الله وحده، فكيف يأمر المسيح بغفران الخطايا؟ ع22: علم المسيح أفكارهم دون أن يقولها، ولا يعلم أفكار الإنسان الداخلية إلا الله، فهذا إثبات للاهوت المسيح الذي عاتبهم على شكوكهم. ع23-24: سأل المسيح الكتبة والفريسين عن أي الأمور أسهل، غفران الخطايا أم الشفاء الجسدي؟.... بالطبع الشفاء الجسدي، فالمسيح قد صنع الأعظم وهو غفران الخطية، ولكن لكي يرد على شكوكهم ويؤكد لاهوته وسلطانه، أعطى الشفاء للمشلول بكلمة واحدة ليقوم ويحمل سريره. ع25: ذهب المرض عنه في الحال واستعاد صحته الكاملة، حتى أنه استطاع أن يحمل فراشه ويعود إلى بيته، وكان وهو يشق طريقه بين الجموع يشكر الله ويسبحه. ع26: أمام هذه المعجزة العظيمة، تعجب الجميع ومجدوا الله الذي صنع بينهم هذه المعجزات، متحيرين من قوة المعجزة وسلطان المسيح. |
|