|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعم، خُطِفَ لكي لا يُفسد الشر فهمه، ولا يُغويَ الغش نفسه. [11] كثيرًا ما يسمح الله بموت شخصٍ في سنٍ مبكرة، لأن الله يحبه ويراه قد نضج روحيًا وتأهل للإكليل. وأيضًا إذ يرى الشر يتفاقم حوله، يختطفه حتى لا يُفسد الشر أفكاره ومفاهيمه. وإذ يحاصره الغاشون المخادعون، لا يتركه حتى لا يتسلل الخداع إليه. ما يشغل قلب الله لا مدة حياة الإنسان على الأرض، بل استعداده للمجد الأبدي. يرى بعض الآباء أن بقتل هابيل تحطمت نفسية آدم لذلك أراد الله أن يعزيه فسمح له أن يرى أخنوخ البار يُنقل من الأرض إلى السماء كإنسانٍ محبوب لدى الله، وعزيز لديه جدًا. * يقول البعض إنه بينما كان آدم يتطلع (إلى أخنوخ) نقله الله إلى الفردوس، لئلا يظن آدم أن أخنوخ قد قُتل مثل هابيل فيحزن عليه. حدث هذا أيضًا لكي ما يتعزى آدم بابنه البار هذا، ويدرك أن كل من يتمثلون به، سواء قبل الموت أو بعد القيامة، فسيكون لقاؤهم في الفردوس. القديس مار أفرام السرياني * تخص هذه العبارة الذين بعد أن تعمدوا، ونموا في الحياة التقوية لم يُسمح لهم بالبقاء زمانًا طويلًا على الأرض - إذ صاروا كاملين ليس خلال طول السنوات، وإنما خلال نعمة الحكمة السماوية. القديس أغسطينوس * هذا كان مسرًا في عينيّ الله أن أخنوخ قد تأهل أن ينطلق من سُم هذا العالم. لكن يعلمنا الروح القدس أيضًا خلال سليمان أن الذين يسرون الله يؤخذون من هنا في سن مبكر، ويتحررون سريعًا، لئلا خلال بقائهم لزمنٍ طويلٍ في هذا العالم يفسدون بواسطة التعامل مع العالم. الشهيد كبريانوس * إن كان لا يحزن أحد على أخنوخ الذي انتقل (تك 5: 24) حينما كان العالم في سلامٍ، ولم تكن الحروب قد اشتعلت، وإنما بالحري يهنئه، كما يقول الكتاب عنه: "خُطف لكي لا يُفسد الشر فهمه" (حك 4: 11)، فكم بالأكثر يمكن أن يُقال هذا بأكثر تبرير حيث كثرت مخاطر العالم للحياة غير المستقرة؟ لقد خُطف لكي لا يسقط في أيدي البرابرة، لقد أُخذ لكي لا يرى دمار الأرض كلها، ونهاية العالم، ودفن أقربائه، وموت زملائه المواطنين، وفوق كل هذا وأكثرهم مرارة من أي موت، لئلا يرى العذارى والأرامل القديسات يُفسدن. القديس أمبروسيوس |
|