* من يبغي الوصول إلى المعرفة النظرية (التأمل في الإلهيات)، يلزمه أولًا أن يتبع المعرفة العملية (الاختبارية) بأقصى ما يمكن، لأن هذه المعرفة العملية يمكن أن تُطلب دون النظرية، أما النظرية فيستحيل اقتناؤها بدون العملية. إذ توجد مراحل معينة محددة ومرتبة يصعد بها تواضع الإنسان إلى العلي... فلا يقدر أن يطير الإنسان إلى المرحلة الثانية ما لم يبدأ بالأولى. باطلًا يجاهد الإنسان من أجل رؤية الله، ما لم تزُلْ عنه آثار الخطية، لأن "الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطيئة. لأن روح التأديب القدوس يهرب من الغش، ويتحول عن الأفكار السفيهة وينهزم إذا حضر الإثم" (راجع حك 4:1-5).