|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ساكبة الطيب صمتت مريم، ولكن المسيح دافع عنها مؤكدا عظمة محبتها ولم يرفض تقديم المحبة للفقراء كما علّمهم في الأصحاح السابق، ولكن الفقراء موجودون دائما، أما هو، فقد أوشكت أيامه على الأرض أن تنتهي. ونلاحظ رقة مشاعر المسيح، أنه، رغم علمه بشر يهوذا، وأن الدافع لكلامه هو محبة المال وليس محبة الفقراء، لم يلمه أو يعاتب الحاضرين، بل مدح مريم، وأيدهم في تقديم المحبة للفقراء طوال عمرهم. وترك فرصة ليهوذا حتى يتوب ويخجل من شره الدفين، ولكنه، للأسف، لم يبالِ، وصمم على خيانة المسيح وبيعه لليهود. ثم أضاف مدحا ثانيا للمرأة، وهو أن حبها هذا طيب مسكوب على جسده الذي سيموت على الصليب، فهو بمثابة عطور لتكفين الجسد، مؤكدا أهمية تقديم المحبة. وكانت العادة عند اليهود وضع الأطياب على أجساد المنتقلين، تكريما لهم، وما زالت هذه العادة عند شعوب كثيرة. يضيف المسيح أن هذا الحب العظيم سيُكتب في الإنجيل الذي يُبَشَّرُ به العالم كله، تعليما لكل أولاده عن أهمية تقديم الحب الخالص له كشكر وتجاوب مع محبته؛ وهذا يُظهر ألوهية المسيح الذي علم أن الإنجيل سينتشر في العالم كله، وستُكتب فيه هذه الحادثة. |
|