|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لصَدّوقيّون والزواج (ع 23-33): 23 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ جَاءَ إِلَيْهِ صَدُّوقِيُّونَ، الَّذِينَ يَقُولُونَ لَيْسَ قِيَامَةٌ، فَسَأَلُوهُ 24 قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وَلَيْسَ لَهُ أَوْلاَدٌ، يَتَزَوَّجْ أَخُوهُ بِامْرَأَتِهِ وَيُقِمْ نَسْلًا لأَخِيهِ. 25 فَكَانَ عِنْدَنَا سَبْعَةُ إِخْوَةٍ، وَتَزَوَّجَ الأَوَّلُ وَمَاتَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسْلٌ تَرَكَ امْرَأَتَهُ لأَخِيهِ. 26 وَكَذلِكَ الثَّانِي وَالثَّالِثُ إِلَى السَّبْعَةِ. 27 وَآخِرَ الْكُلِّ مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضًا. 28 فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!» 29 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ. 30 لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ. 31 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ: 32 أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ؟ لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ». 33 فَلَمَّا سَمِعَ الْجُمُوعُ بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ. ع23: كان الصّدّوقيّون طائفة أرستقراطية غنية من اليهود، وكانوا لا يؤمنون بحياة أخرى بعد هذا العالم، أو قيامة للأجساد بعد تحللها، وكان منهم معظم رؤساء الكهنة. ع24: أشار الصّدّوقيّون للمسيح عن جزء من شريعة موسى، وهي أنه إن تزوج رجل بامرأة ولم ينجب ومات، يتزوجها بعده أخوه أو أقرب الأقرباء، حتى يقيم نسلا باسم الميت، ليرث أرضه ويحافظ عليها، فكان البكر المولود يُنسب للميتٍ (تث 25: 6)، وكان ذلك رمزا للمحافظة على ميراثنا الأبدي. ع25-28: ألّفوا قصة وسألوا المسيح بخصوصها، إذ رأوا أنها معضلة ليس لها حل. وهي وجود سبعة إخوة، تزوج أحدهم بامرأة ومات ولم ينجب، فتزوجها الثاني ولم ينجب أيضا، وهكذا حتى سابع أخ ولم ينجب، ثم ماتت المرأة. وسؤالهم، إن كانت هناك قيامة وحياة أبدية، فهذه الزوجة ستكون لِمَنْ مِنَ السبعة وتعيش معه في الأبدية، لأنها كانت زوجة للجميع على الأرض، ولم تنجب، حتى لا يرد عليهم أحد أنها تكون زوجة لمن أنجبت منه. ع29-30: نبههم المسيح إلى عدم تدقيقهم وعدم فهمهم نبوات الأنبياء، إذ أخذوها دائما بالمعنى المادي، لأن فكرهم منغمس في الماديات، مع أن الكلام واضح عن حياة روحية في السماء، وعدم الحاجة لعلاقات جسدية أو أي عمل مادى، بل الكل يكونون أرواحا متعلقة بالله، تجمعهم مشاعر المحبة دون تمييز للقرابة الجسدية، إذ صاروا أعلى منها بإحساسهم الروحي العميق. ولأنهم خالدون، لا يحتاجون للزواج والتناسل، يعرفون بعضهم بعضا كأرواح، دون الحاجة للمشاعر الجسدية. ع31-32: قدّم لهم المسيح دليلًا آخر غير نبوات الكتب المقدسة، وهو قول الله لموسى وللأنبياء أنه إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب (خر 3: 6 و15)، فهل ينسب الله نفسه لأموات قد انتهوا ولم يعد لهم قيمة؟! بالطبع لا، فالله العظيم، ينسب نفسه لأرواح حية معه في السماء هم أولاده، والذين عرفناهم في الجسد ويحيون الآن بالروح في السماء. وقد أورد هذا الدليل من أسفار موسى، لأن الصّدّوقيّين يعتمدون عليها، ويهملون أسفار أخرى كثيرة من العهد القديم. فالله لم يقل كنت إله إبراهيم، بل هو إلههم حاليا. وكان ذلك في كلامه مع موسى بعد سنوات كثيرة من موتهم، أي أن أرواحهم حية في السماء، وهو إلههم؛ فالأرواح لا تتلاشى بموت الجسد كما ينادى الصّدّوقيّون. ع33: لسمو تعاليم المسيح وحكمته وقوة كلامه، اندهش السامعون، وأُفْحِمَ الصّدّوقيّون أمام حجته. وكانت الجموع، ليست فقط من الصّدّوقيّين، بل أيضا من الفرّيسيّين واليهود العاديين. |
|