|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَقَدْ فَعَلْتُمْ هَذَا ثَانِيَةً، مُغَطِّينَ مَذْبَحَ الرَّبِّ بِالدُّمُوعِ بِالْبُكَاءِ وَالصُّرَاخِ، فَلاَ تُرَاعَى التَّقْدِمَةُ بَعْدُ، وَلاَ يُقْبَلُ الْمُرْضِي مِنْ يَدِكُمْ. [13] لكي يتزوج المؤمنون وثنيات كانوا يطلقون زوجاتهم لإفساح المجال لتحقيق مآربهم، حتى الرجال الذي لم يطلقوا زوجاتهم المؤمنات كانوا يعاملوهن بمرارة بسبب ارتباطهم بالوثنيات. ولم يكن أمامهن غير الشكوى بدموع وصراخ قلبي مرّ، فكان المذبح مُغطى بهذه الدموع المرّة. تحولت العبادة في الهيكل، خاصة في أيام الأعياد إلى حزن ودموع عوض الفرح بالرب. لم تعد التقدمات والذبائح موضع مسرة الرب، لأنها تصعد سابحة في دموع الزوجات المغلوبات على أمرهن، تخرج منها صرخاتهن، كما صرخ دم هابيل ضد قايين في صمت! ولعل الزواج بالوثنيات أفسد مفاهيم العبادة فعوض ارتباط الذبيحة بالتسبيح والفرح الروحي ارتبط بالصراخ وتقطيع الإنسان جسمه بالسيوف والرماح حتى يسيل الدم على المذبح (1 مل 18: 28). وكما يقول حزقيال النبي: "هناك نسوة جالسات يبكين على تموز" (حز 8: 14). عوض العبادة مع الزوجات المؤمنات بفرحٍ وتسابيحٍ فلا تعُاق صلواتهم وتقدماتهم المرفوعة بأيدٍ طاهرة، التجأ الرجال إلى زوجات وثنيات فيتعبدون معهن بروح الكآبة. ولعل الدموع هنا والنحيب بسبب شعور هؤلاء الغادرين بالخطأ، فيقدمون الدموع دون التخلي عن الارتباط بالوثنيات، فيمارسون عبادة الله لإرضاء ضمائرهم، ويمارسون العبادة الوثنية من أجل تعلقهم بالوثنيات. يخلطون بين النور والظلمة. وكما قال إيليا النبي: "حتى متى تعرّجون بين الفرقتين، إن كان الرب هو الله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه" (1 مل 18: 21). ويقول الرسول بولس: "لأنه أية خلطة للبرّ والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟" (2 كو 6: 14-15) |
|