سر الزواج الذي أسسه المسيح بحضوره عُرس قانا الجليل في بداية خدمته. وكان الدافع إليه سؤال الفرّيسيّين له عن الأسباب المسموح بها حتى يطلق الرجل امرأته، هل لأي سبب، أم أن هناك أسباب محددة؟ وكانوا يعرفون، من عظته على الجبل، رأيه في عدم جواز الطلاق إلا لعلة الزنا (مت 5: 32). لذا، فإن سؤالهم هذا، ليس لمعرفة الحق، بل ليصطادوا عليه كلمة، لأنه لو منع الطلاق يعتبر كاسرا لناموس موسى الذي يسمح به (تث 24: 1 و3)، وليهيّجوا هيرودس عليه لأنه طلق امرأته وتزوج بهيروديا.
واستشهد المسيح بكلام موسى في التوراة، فأعادهم إلى بداية الخليقة، حين خلق الله حواء من جنب آدم، وأعلن آدم بروح النبوة أنه عندما يتزوج الرجل، ينبغي أن يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته، "فيصير الاثنان جسدا واحدا" (تك 2: 24)، فهكذا جمعهما الله في سر الزيجة، فكيف نسمح بفصل ما جمعه الله؟!
إذن، فالطلاق كسر لما عمله الله، فهو ضده.