|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرسالية يونان إلى شعبٍ غريب: تكاد تكون إرسالية يونان النبي، هي أول إرسالية، في العهد القديم، إلى شعبٍ وثني وغريب. فالأنبياء كانوا يُرسَلون إلى شعب إسرائيل فقط، للتحذير من التمادي في عصيان الله وارتكاب المعاصي، وبالتالي ما ينتظر العُصاة من عقابٍ شديد إنْ لم يتوبوا ويرجعوا عن طُُرُقهم الرديئة؛ أو تبشيرهم بالخلاص من أعدائهم إذا استقامت حياتهم وأطاعوا وصية الله. وحتى عندما خاطَب الأنبياءُ الشعوبَ الغريبة، فقد فعلوا ذلك من خلال علاقة هذه الشعوب بإسرائيل؛ أو في الغالب، إنذارهم بالعقاب الذي سيحلُّ عليهم. فنينوى، بالذات، تركت ذكريات مؤلمة في ذاكرة شعب إسرائيل، فهي كانت دائماً رمزاً للخطيئة والعداوة مع شعب الله. ولذلك نقرأ في بداية سِفْر يونان: «أَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي (أمام الله)» (1: 2). ونَعْلَم أنَّ هناك أنبياءَ قد استعفَوْا من الرسالة التي انتدبهم الله لتنفيذها: مثل موسى النبي (خر 4: 10-17)، وكذلك إرميا النبي (إر 1: 6-10). أمَّا يونان فقـد استصعب الأمر جدّاً، وبالتالي - في بداية الأمر - رَفَضَ هذه المهمَّة التي كلَّفه بها الله، وابتعد بعيداً عن وجه الرب، كما كان يَظُنُّ: أولاً: لأنه لا يريد أن يكون نذيراً لشعبٍ غريب مُعادٍ لشعبه؛ ثانياً: لأنه لا يُريد أن يُبشِّر الآخرين بالخراب والدمار. ومع هذا، فإنَّ يونان، الذي هو من شعب إسرائيل، يرفض هذه المهمَّة الإلهية، غير مُدرِكٍ لعواقب هذا الرفض، وما سيدفعه من ثمنٍ باهظ نتيجة هذه المُخالفة. أمَّا الرب، فهو ليس فقط إله إسرائيل، بـل هـو إله الكل، ويريد خلاص الجميع؛ لذلك فهو يهتمُّ بأمر أهل نينوى! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هوذا أعداؤك يعجون (في شغبٍ) |
تحنني على شعبٍ ليس لهُ معين |
شعبُ مردخاي |
ليس من صعبٍ أو ضيق لا يغلبه إلهي |
تأملات اباء الكنيسه في إرسالية يونان النبي و توبة اهل نينوي |