|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعجائبك كُرِّمت يا إيليا! ومن يستطيع أن يفتخر مثلك[3]؟ [4] v من يفسح المجال لكلمتي لتروي جماله (جمال إيليا) منذ طفولته، في أية حياة تربَّى؟ من يهبني كتابًا يُساعِدني لأنظر وأرى كم كان مشعًا بالقداسة منذ صباه؟ اختفى عني جماله السامي والروحي؛ كيف شرع في مسيرة طريقه نحو الله؟ أظهر الكتاب خبره للعالم فقط هنا، حين منع المطر والندى بسبب أخآب (1 مل 17: 1). إلى هنا كانت طريق برّه وجمال سيرته وتفوّق بتوليته مخفية. من هنا شرع الكتاب يسرد خبره، لأنه بسبب إثم أخاب ربط السماء بكلمة واحدة. فكرْ أنت الآن من قبل هذا العمل العظيم، كم كانت أعماله وأتعابه لأجل الله؟ ولهذا أخفى الكتاب سيرته، لأنها كانت سامية، ولم نستطع أن نتكلم عنها. منذ طفولته تمسَّك بسيرة عظيمة، بأعمال منتصرة، حتى الطبيعة لا تحتملها. حالما عرف الفرق بين الخير والشر، بدأ بالخير، ولم يغلبه الشر نهائيًا. حالما عرف العالمَ، تركه لئلا يعيش فيه، وأَحَبّ القفر وسُكنَى الجبال بمفرده. وما أن شعر بأنه يوجد عالم آخر لله، حتى جعل وجهه إلى هناك، راكضًا ليبلغ إليه. حالما رأى أن هذا العالم يزول زوالًا، لم يتنازل إلى عِشرته، ولا إلى العمل فيه. حالما سمع بأن هذا الموضع ليس موضعه، لم يُحِبّه بعد، ولم يشأ أن يدنو من أفعاله. منذ أن عرف بأنه توجد حياة أخرى لله، كان يفتش عنها بأتعاب عظيمة ليرثها. حالما فهم أن آدم مات حين تجاوز الوصية، لم يحد عن الناموس الروحي. نظر إلى الطبيعة (البشرية، وفهم) بأنها لو لم تخطئ لما ماتت، فارتعب من الخطية، لئلا يصير ثمرة للموت. منذ عرف ما هو الموت، وما هي الحياة، حتى صارع لأجل الحياة لكي يقتنيها. منذ صغره تربَّى روحيًا نحو العلو العظيم إلى أن وصل إلى هذه المرتبة الأسمى من الكل. نظر إلى الله، وما أن عرف كم هو جميل، لم يدر عنه نظره بعد ليرى شيئًا (آخر). القديس مار يعقوب السروجي |
|