أثناء النهار كان داود الملك مشغولًا بمسئولياته في إدارة المملكة، ولكن سلطانه وأعماله لم تشغل قلبه عن أن ينفرد وحده في الليل؛ ليحاسب نفسه ويقف أمام الديان العادل، فيبكى كثيرًا. لأنه من يستطيع الوقوف أمام الله في يوم الدينونة مهما كان مركزه، فإنه لا شيء. وهكذا انسحق داود بالدموع الكثيرة، فعاش التوبة بأعماقها ونال بركات لا تحصى وقاد الله حياته طوال عمره. فإن كان داود قد دنس سريره مرة واحدة، ولكنه يعوم سريره كل ليلة. إن كان داود قد فعل خطيته في الليل والظلام، ولكنه يحول ليله بدموع التوبة إلى حياة مشرقة مع الله، فنال مراحم الله التي لا تحصى.