يقر داود أنه خاطئ ويستحق العقاب ولكنه يتقدم كتائب وبدالة البنوة، يطلب أن يعامله الله برحمته، فهو يستحق التوبيخ والتأديب، ولكن يا ليته يكون برحمة الله وليس بغضبه وغيظه؛ لأن غضب الله وغيظه يهلك الإنسان الخاطئ؛ إذ أن أجرة الخطية موت (رو6: 23).
وبهذا لا يتعارض كلام داود مع قول بولس الرسول "يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك" (عب12: 5)، بل إن داود نفسه قال "طوبى للرجل الذي تؤدبه" (مز94: 12). فداود يقبل التأديب على الأرض ولكن يتمنى أن يرفع الله عنه غضبه في يوم الدينونة، فالتأديب بالغضب والغيظ الإلهي يكون للأشرار في يوم الدينونة، أما داود كابن، فيترجى أبوة الله أن تشفق عليه ويوبخه ويؤدبه بمحبته ورحمته.