v بقراءة اللاهوت تقتني النفس غِنَى عظيمًا فيما لو قبلتها بمحبة.
موضوعة كالينبوع من أجل عطش العالم، وكل من هو عطشان يشرب منها الحياة يوميًا.
الكتب الإلهية هي جداول مباركة؛ يا جميع العطاش هلموا واذهبوا واشربوا ماء الحياة.
الأنهار لشرب الأجساد والحيوانات، وهوذا قراءات اللاهوت لشرب النفوس،
أيها المتميز أعط الجسدَ الماءَ ليشرب، وأعط النفسَ الكتابَ لتقرأ وتتلذَّذ به.
إنها عطشانة إلى الينبوع الموجود في الكتب، تضع فمها وتشرب منها الحياة كل يومٍ.
النفس مُعَذَّبة من مؤانسة العالم الشرير، وهي مملوءة بالحواس والشهوات غير الجميلة...
لكن لو فتحت الكتاب وقرأت بمحبة عظيمة، تستنير حالًا وترى الجمال الذي لا يُدرَك.
ويدخل النور من القراءة إلى الفكر كالشعاع من القرص إلى تجويف العين.
وتهبّ ريح الكتاب من بين الأسطر، وترفع دخان الضلالة عن الفكر.
كلما كانت المحبة مرتبطة بالقراءة، تصير النفس نقية ومملوءة نورًا ولا تضطرب.
يحسد الشرير ويطرق (الباب) حالا مثل الحاكم حتى يبطل الكتابُ بأفكار العالم المُقلِقة.
لو كانت محبة النفس مرتبطة بالقراءة، ستحتقر وترذل كل النشاطات لأجله.
ولو ازدادت محبة العالم بطلت القراءة، فتدخل أفعال لا تنتهي وينتهي العالم.
أيتها النفس التي تريدين أن تعيشي حسنًا مع الله، اربطي محبتكِ بقراءة اللاهوت.
واسكِتي منادمات العالم المضطربة، وأبطليها، وأزيليها عن فكركِ.
وأنصتي إلى الكتاب الذي يكوي الجرح، ويشفي المرض، ويعتني ويضمد ويصلح النفس بالشفاء.
القديس مار يعقوب السروجي