وعلى نقيض ذلك، الذي يصرف نفسه إلى دراسة شريعة العليّ، إذ يلتمس حكمة جميع الأقدمين، وينشغل بنبوَّاتهم [1].
يحسب القائد نفسه امتدادًا لحياة الأقدمين، فلا يتوقَّف عن التعلُّم ممن سبقوه في دراسة الكتاب المقدس، والتعرُّف على نبوات الأنبياء. يكشف ابن سيراخ عن شريعة العليّ وتَمَايُزها عن الفلسفات البشرية، مُبرِزًا أن شريعة العليّ مع تقديمها كحوارٍ شخصيٍ بين الله والإنسان، غير أن الله محب البشر يود من مؤمنيه، قادة كانوا أو شعبًا، أن يكونوا صورة له، يحملون قلبًا متسعًا إن أمكن لكل البشرية. لذلك يهتم المؤمن بدراسة الميراث الذي تسلَّمه من الأقدمين عبر الأجيال. أما الفيلسوف فغالبًا ما تشغله نفسه بفكر خاص أناني، وكأنه هو مركز الكون.