|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلًا: الذي أقبله هوهو، امسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم إليه قائلًا: يا سيدي يا سيدي، وقبَّله. فألقوا أيديهم عليه وامسكوه. فأستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه" [43-47]. مرة أخرى إذ يتحدث عن يهوذا يؤكد أنه من الاثني عشر ليعلن عن بشاعة جريمته وتجاسره، خاصة وأنه جعل من "القبلة" علامة لتسليمه. حقًا حينما سأل النبي بروح النبوة المسيّا المجروح: "ما هذه الجروح في يدك؟" (زك 13: 6)، أجاب في مرارة: "هي التي جرحت بها في بيت أحبائي" (زك 13: 6). يعلق القديس أمبروسيوس على عتاب السيد المسيح لتلميذه: "يا يهوذا، أبقبلة تُسلم ابن الإنسان؟" (لو 22: 48)، قائلًا: [تعبير رائع عن القوة الإلهية، درس عظيم في الفضيلة! لقد كشف الخيانة ومع ذلك لم يبخل عنه بطول أناته عليه. لقد أظهرت يا رب من هو الذي يسلمك وكشفت سره وأعلنت عمن يُسلّم أنه "ابن الإنسان"، وكأنك تقول: لأجلك أيها الخائن أخذت أنا هذا الجسد الذي تسلمه...! كأنه يعاتب الخائن في مشاعر كلها حنان: "يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟" بمعنى آخر: أتجرحني بعربون الحب؟ أتسفك دمي بعلامة الحب، وتسلمني للموت بعلامة السلام؟ وأنت الخادم تسلم سيدك، وأنت التلميذ تسلم معلمك وتخون جابلك؟ حقًا ينطبق هذا القول عن الخائن: "غاشة هي قبلات العدو" (أم 27: 6)... وتقبل المسيح هذه القبلة لا عن رياء إنما ليظهر أنه لا يهرب من الخائن، فيزداد هلاك الخائن بعدم رفض السيد علامات الحب منه، فقد قيل: "ومعمبغضي السلام كنت صاحب السلام" (مز 119: 6). في نص منسوب للقديس جيروم [أعطى يهوذا قبلة كعلامة، بغش مميت، كما قدم قايين تقدمة غاشة بغيضة.] |
|