إن إحدى رسائل الرسول بولس في العهد الجديد هي الرسالة إلى أهل فيلبي، والتي تسمى أيضاً برسالة الفرح، ذلك لأن الرسول بولس يتحدث فيها كثيراً عن الفرح. ولكن الغريب في الأمر أن الرسول بولس كتب هذه الرسالة وهو في موقف صعب للغاية. لم يكن يجتاز في فترة مبهجة من حياته، ولا كانت هناك أحداث تدعو للسعادة. بل كان في السجن! كان محبوساً في سجن روما، وكانت حياته قد أوشكت على الانتهاء. فكيف يكون في موقف بهذه القسوة ويتحدث عن الفرح؟ إن هذا إنما يؤكد أنه اختبر الفرح الحقيقي لوجوده في محضر الرب، وأن الفرح الحقيقي لا يرتبط بظروف أو مكان أو زمان. يقول بولس في فيلبي ٤: ٤ "افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً افرحوا." ويفسر ذلك في الآية التالية في قوله: الرب قريب. فإن كان الرب قريب، وإن كنت أنت قريباً من الله في كل وقت، فمن المؤكد أنك ستختبر هذا الشعور العميق بالفرح الحقيقي، ما دمت في محضره.