|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعمودية في الكنيسة الاولى بما انه لم يكن بعد قد شيدت الكنائس كما هي الان فكان في كل بيت كبير في المدن القديمة بركة ماء وكان المسيحيون يجتمعون في احد هذه البيوت لصلاة كسر الخبز وغالباً ما يحتفلون بالمعمودية عن طريق الغطس في البركة. فالكنيسة الاولى مارست العماد بطريقة في غاية البساطة كما يوضح لنا كتاب الديداكي (تعاليم الرسل) والذي كتب حوالي سنة 215، حيث كانوا يعمدون بطريقة الغطس في جدول قريب او نبع ماء تماماً كما اعتمد يسوع ثلاثاً. وكان يتم بتلاوة العبارة “باسم الاب والابن والروح القدس” كما وردت في الانجيل. ويوصي بأن يصوم طالب العماد ومانحه يوماً او يومين قبل موعد العماد استعداداً للعماد. واثناء العماد كانت ترتل أناشيد وتعاليم توضح معنى العماد وكانت تشيد بطابع التنوير المقترن بالعماد. ومع اتساع حقـل الاهتداءات ظهـرت ضرورة مراحل الاعداد والقوانين الخاصة للقبول في الديانة المسيحية. ففي القرن الثاني أخضع الموعوظين لقوانين دقيقة. فكانوا يسألون القادم الجديد عن الدافع الذي حدا به الى البحث عـن الايمان، وعلى الذي يأتي به ان يؤدي شهادة عنهم كي يعرفوا هل هو قادر على الاصغاء. وهل هو عبد ام حر؟ فاذا كان عبداً لرجل مؤمن ويأذن له سيده بذلك فليعط التعليم واذا لم يشهد له سيده لصالحه فكان يرد. وان كان سيده وثنياً فكانوا يعلموه ان يرضي سيده. كما كانوا يستفسرون عن حالته الزوجية. فاذا كان متزوجاً او متزوجة، فكانوا يعلموهما ان يكتفي الزوج بامرأته والمرأة بزوجها. واذا كان غير متزوج فكانوا يعلموه ان لا يقترف الزنى بل يتزوج بحسب الشريعة او يلتزم العفاف. كما كانوا يحققون عن المهن والوظائف التي يشغلها اولئك الذي يقدمون للتعليم، فكانوا يعلمون النحات والرسام بعدم صنع التماثيل والاصنام واذا رفض كانوا يطردونه كذلك كانوا يعلمون الممثل بالكف عن التمثيل. وغيرها من القوانين الاحترازية. وعندما كان المهتدون الجدد يقبلون في عداد الموعوظين كان بوسعهم الحضور في قسم من الصلوات والتعاليم التي تلقي على المؤمنين. بيد انهم لا يختلطون بالمؤمنين ولا يتبادلون قبلة السلامة التي هي العلامة المسيحية. وكانت فترة التعليم زماناً لللاختبار فيه تفحص حياة المهتدين الجدد عن ممارستهم الفضائل المسيحية واكرام الضعفاء ومساعدة الفقراء والارامل كبرهان عن استعدادهم للعيش بمقتضى الاخلاق المسيحية. واذ ذاك كانوا يعلمونهم تعليماً مباشراً يعدهم للعماد. وتسبق العماد أصوام وتعزيمات لأن الامر يتوقف على الاستعداد لتجدد كلي للحياة وعلى إبعاد القوى الشريرة التي تثير التجربة في قلب الانسان. وكانت الجماعة تصوم وتصلي مع المقدمين على العماد ملتمسة من الله مغفرة خطاياهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سر المعمودية - السر الاول من اسرار الكنيسة |
مزمور 24 - الكنيسة مؤسسة على مياه المعمودية |
المعمودية هى رحم الكنيسة |
المعمودية ووساطة الكنيسة |
المعمودية ووساطة الكنيسة |