|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من يحكي شيئًا لأحمق، يُكَلِّم إنسانًا نائمًا، وفي النهاية يقول: "ما هذا"؟ [8] إذا عاش الأبناء بأمانة، ومعهم الضروريات، يُغَطُّون على انحطاط والديهم. [9] لكنّ الأطفال المتكبرين فمن خلال الاحتقار ونقص القوت، يُلطّخون نُبل أقربائهم [10]. لا يليق بالمؤمن أن يستهين بالأطفال والرضع، فالطفل السيء السلوك يُسِيء إلى عائلته، والطفل السالك في طريق الحق بركة لها ويسندها، فقد قيل عن توبة أهل نينوى: v آه، يا لانسجام التوبة! يا له من حزنٍ حكيمٍ وقويٍ! إنهم لم يتركوا الحيوانات خارجًا عن التدبير، إنما بِطُرقٍ بديعةٍ ألزموها أن تصرخ هي أيضًا. لقد عزلوا العجل من أُمِّه، وحَرَموا الحمل من الرضاعة. أخذوا الأطفال الرُضَّع من أذرع أمهاتهم. وُضِع الأمهات في موضعٍ، والأطفال في موضعٍ آخر، يدعون بعضهم البعض، ويجيبون بأصواتٍ حزينة. يطلب الرُضَّع الجائعون مصدر لبنهم، بينما تُنخَس الأمهات بغريزة الأمومة، تصرخن نحو أطفالهن بأصوات مغمومة. يصرخ الرُضَّع الجائعون، فقد أمسكت بهم صرخات استغاثة مُرَّة، أما قلوب الأمهات، فكانت مُعَذَّبة بآلام العاطفة الطبيعية. لهذا فإن الكلمة المُوحَى بها حفظت توبتهم نموذجًا جامعيًا عن كيفية الحياة. حزن الشيوخ بسبب التأديب الذي هُدِّدوا به، كانوا في مرارة، وهم في شيبتهم. ينوح الصبيان والصغار بأكثر حرقةٍ. يتنهَّد الفقراء، بينما نسي الأغنياء راحتهم، وارتدوا المسوح التي تليق بالحزانى. ترك ملك نينوى مجدَه وسموَّه مُتَّجِهًا نحو الخزي. ترك تاجه، ووضع ترابًا على رأسه، ونزع الثوب الملوكي واِلْتَحَفَ بالمسوح. ترك مجده العالي المجيد، وزحف على الأرض في مسكنةٍ. ترك الترف الخاص به كملكٍ، لكي يحزن مع الشعب. صار واحدًا منهم عندما رأى غضب سيد الكل. القديس باسيليوس الكبير |
|