قيل عن الله: "فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدسه" (تك 2: 1-2). راحة الله في اليوم السابع ليست خمولًا، فإنه دائم العمل: "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل" (يو 5: 17). أكمل الخليقة، وبقي يرعاها ويهتم بخلاص الإنسان الذي أفسد طبيعته.
ونحن من جانبنا راحتنا لا في الهروب من العمل، لكن إن كان لأجل راحة الجسد والفكر نتمتَّع بالأجازات، إنما نعمل حتى في نومنا وراحتنا خلال الحب. نعمل بحكمةٍ واتزانٍ في كل جوانب حياتنا الروحية والعقلية والنفسية والعلمية والاجتماعية والجسمية، فينعم الإنسان بالإبداع فيما وهبه الله، ليكمل عمل إخوته في الجوانب الأخرى.
يعتزّ الرسول بولس بأنه كان ينفق على نفسه ومن معه خلال عمله (أع 20: 34-36). وفي رسالته إلى أهل كورنثوس (1 كو 4: 8-13) أوضح أنه كان يعمل ويتعب. وهو بهذا يُوَبِّخهم، إذ في تراخيهم وكسلهم ظنوا في أنفسهم ملوكًا لا يمارسون أعمالًا.