|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعمّد يسوع ليتضامن مع الخاطئين تنبأ أشعيا عن تضامن يسوع مع الخطأة بقوله "أُحصِيَ مع العُصاة وهو حَمَلَ خَطايا الكثيرين وشَفَعَ في مَعاصيهم"(أشعيا 53: 12). يخضع يسوع لإرادة الآب ويجعل ذاته بتواضع في صفوف الخطأة ولإتمام كل بر. باعتماده وضع يسوع نفسه في عداد الخاطئين، ولا أحدًا لاحظ وجوده: فهو واحد من الآخرين، واحد بين كثيرين ليتضامن معهم ويخلِّصهم، وهو البَار القُدُّوس ابن الله. إنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العَالَم. يُنبئ عِمَّاد يسوع في الأرْدُنّ لعِمَّاده في الموت على الصليب، فهو صورة للمَعمُودِيّة العظمى التي تكلم عنها يسوع مع ابني زبدى، يعقوب ويُوحَنَّا "أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟ (متى 20: 22)، هذه المَعمُودِيّة التي كان عليه أن يجوزها بموته على الصَّليب من اجل الخطأة. فقد جعل نفسه واحدًا معنا في بشريتنا وحمل على نفسه خطايانا. هو البَار الذي صار ذبيحة ًعن الخطيئة " ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله " (2 قورنتس 5: 21)، وصار لعنةً لأجلنا ليفتدينا، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "إِنَّ المسيحَ افتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: "مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَة" (غلاطية 3: 13)؛ وهكذا جعل يسوع حياته العامّة مُحاطة بين معموديتين: اعتماده في نهر الأرْدُنّ واعتماده على الصَّليب. فعِمَّاده في نهر الأرْدُنّ كان بمثابة انتمائه إلى شعبه وإعلان التزامه في تقديم رسالة الخلاص لكلِّ النَّاس. لذلك أوصى يسوع تلاميذه بان يتذكروا رسالة الخلاص الذي قدّمها على الصَّليب في كلِّ قدَّاس يُقيمونه في العَالَم بقوله لهم " هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديَدِ بِدَمي الذي يُراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري" (1 قورنتس11: 24-25). |
|