|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يرث الأولون الملكوت؟ "لأني جعت فأطعمتموني". لماذا يذهب الآخرون إلى النار الأبدية؟ "لأني جعت فلم تطعموني". إنني أسأل، ماذا يعني هذا؟ إنني أرى الذين يرثون الملكوت قد أُعطوا كمسيحيين صالحين ومؤمنين، غير محتقرين لكلمات الرب، لهم رجاء ثابت في المواعيد، لهذا صنعوا لأنه لو لم يصنعوا هكذا فإن ذلك العقم ما كان يتفق مع حياتهم الصالحة. فقد يكونوا طاهرين غير غاشين ولا سكيرين، حافظين أنفسهم عن كل أعمال الشرّ، ولكنهم لا يضيفوا إلى هذا أعمالًا صالحة فيبقوا عقيمين. لأنهم أرادوا أن يُحفَظوا بعيدين عن الشر، "ولكنهم لم يريدوا أن يحفظوا أنفسهم، ويصنعون الخير" (مز 34: 14)، مع ذلك فلم يقل حتى لهؤلاء "تعالوا، رثوا الملكوت" لأنكم عشتم طاهرين ولم تغشوا إنسانًا، ولا ظلمتم فقيرًا، ولم تعتدوا على تخم أحد، ولا خدعتم أحدًا بقسم. إنه لم يقل هذا، بل قال "رثوا الملكوت، لأني جعت فأطعمتموني". يا لامتياز هذه عن بقية (الفضائل) جميعها، لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها! كذلك يقول للآخرين: "اذهبوا إلى النار الأبدية المُعَدَّة لإبليس وملائكته". كم من الأمور يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألون: لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ لماذا؟ أتسألوا أيها الزناة والقتلة والمُخادِعين ومنتهكي حرمة المعابد مُجَدِّفين وغير مؤمنين. ومع هذا فلم يذكر واحدًا من هذه، بل "لأني جعت فلم تطعموني". أراكم تتعجَّبون مثلي. وحقًا إنه لأمر عجيب. ولكنني سأجمع قدر ما استطعت أسباب هذا الأمر العجيب ولا أخفي عليكم شيئًا. لقد كُتِب "الماء يطفئ النار المُلتهِبة، والصدقة تكفر الخطايا" (حكمة يشوع 3: 30)، كما كُتِب أيضًا: "اغلق على الصدقة في أخاديرك، فهي تنقذك من كل شر" (حكمة يشوع 29: 12). |
|