v يمكن للشخص أن يتابع في الإنجيل كلمات ربنا يسوع المسيح: "بصبركم اقتنوا أنفسكم" (لو 21: 19). وفي عبارة أخرى في الكتاب المقدس قيل: "ويل لكم أيّها الذين فَقدتم صبركم" (راجع سي 2: 14). سواء تدعوه صبرًا أو قوة احتمال أو تسامحًا، فإن التعبيرات المتنوعة تشير إلى نفس الشيء.
لنضع في قلوبنا مرساة، فلا نهتم كثيرًا باختلاف الكلمات، إنما ما يشغلنا المفهوم الوحيد. ليتنا ندخل إلى العمق الذي تعبِّر عنه الكلمات.
الشخص الذي ينشغل بالحقيقة أن الحياة التي يسلكها في هذا العالم بعيدة عن بيته الحقيقي، يعيش في صبرٍ أينما وُجِد في الجسد هنا على الأرض. يعيش في صبرٍ، عندما يعرف أنه يقتني بيتًا أبديًّا في السماء، واثقًا أن هذا الوضع يجد فيه سعادته، التي لا يقدر أن يجدها هنا. إنه يلتهب بالرغبة فيها، وهي رغبة صالحة مقدسة وطاهرة!
واضح أن الصبر ليس بالضرورة في الرخاء بل في الضيقات. لا يستطيع أحد أن يقول إنه يحتمل بصبرٍ ما هو مُبهِج، فما نتسامح فيه هذا الذي نسنده بالصبر هو أمر قاسي، أمر مُرّ. فالصبر ليس بالضرورة في السعادة، وإنما يمارس في الشقاء.