v يُعَبِّر القلق عن قبح النفس وضعفها، لانفصالها عن الله. فلنُصَلِّ إذن حتى يُشرِق علينا نور وجه الله. فنكون مثل القديسين في وداعتهم وسلامهم في كل الظروف. وعلى استعدادٍ دائمٍ لعمل الخير، كقول المزمور: "أسرعت ولم أقلق" (مز 119: 6) من أجلي حوَّلت نوحي إلى فرح لي، مزقت مسحي ومنطقتني بالفرح (مز 30: 12).
فرح الله لا يستقر في كل النفوس، بل في تلك النفوس التي بَكَت على خطاياها، بآياتٍ كثيرةٍ ودموعٍ مستمرةٍ، كمن مات لها عزيز لديها. مثل تلك النفس يُحَوِّل الله نوحها إلى فرحٍ. يُحَذِّرنا ربُّ المجد من التشبُّه بأولادٍ جالسين في السوق، ينادون بعضهم بعضًا، ويقولون: "نُحْنَا لكم فلم تبكوا، زمَّرنا لكم فلم ترقصوا" (لو 7: 32). المزمار آلة موسيقية، تُصدر نغمًا عندما يُنفَخ فيها، لذلك أعتقد إن كل نبيٍ قديسٍ هو مزمار بالمعنى الروحي، يعمل بنفخة الروح القدس. قيل: "زمَّرنا لكم فلم ترقصوا"، وتحثنا كلمات النبوة للعمل حسب الوصية، وهو ما يطلق عليه تعبير "رقص".
يبكي الأنبياء علينا، ويدعوننا لنبكي، حتى نكتشف أخطاءنا في ضوء كلماتهم النبوية، عندئذ نبكي على هلاكنا ونقمع جسدنا بالجهاد والعقاب. الإنسان الذي يسلك مثل هذا الطريق، تُمَزَّق مسوحه ويرتدي لباس العُرْسِ المُزَيَّنة، حتى لا يُطرَد خارج العُرْسِ (مت 22: 11-13)
القديس باسيليوس الكبير