|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تعرف من هم المَجُوس؟ ··· إنهم الحكماء والعلماء في زمانهم، وكثيرون منهم كانوا يدرسون الفَلَك والعلوم والطب والطبيعة، ويبحثون عن الحقيقة أيضًا· ولقد أعْلَمهُم نَجْمُ المَشْرِقِ، بطريقة ما، بميلاد الملك الذي جاءوا ليسجدوا له· ولقد اقتُرحت تفسيرات علمية متنوّعة لتفسير ظهور ذلك النَّجْم: فعلى سبيل المثال يقول البعض بأنه نتج عن اقتران مجموعة من الأجرام السَّماوية عند ولادة المسيح، ولكننا نقول: أ لم يكن في مقدور الله خالق السَّماواتِ، أن يخلق نجمًا خاصًا، ليعلن مجيء ابنه إلى أرضنا؟ وخاصة أن مسار ذلك النَّجْم كان أمرًا خارقًا للطبيعة، فلقد سار أمام المَجُوس هاديًا إيّاهم من أورشليم إلى البيت، حيث كان الرب يسوع مُقيمًا (متى2: 9)، ثم توقف بعد ذلك· وكان هذا في الواقع أمرًا غير اعتيادي لا يمكن وصفه سوى بالمعجزة· ولكن مهما كانت طبيعة ذلك النَّجْم، فقد سافر هؤلاء الرجال الحكماء آلاف الأميال، يبحثون عن الملك، فوجدوه· وكان له نحو سنتين من العمر آنذاك (قارن من فضلك متى2: 7و16)· ورغم أنهم لم يروا شخصًا في قصر عظيم تحوطه مظاهر الأبهة والعظمة، بل رأوا طفلاً صغيرًا في بيت بسيط ومتواضع، تحمله امرأة صغيرة، وكل الشواهد تدل على أنها رقيقة الحال· ويا لخيبة الأمل، إذًا، بحسب الظاهر! لكن ما كان أعظم إيمانهم! فهم، من خلال حجاب الاتضاع وستار الفقر، رأوا مجده «فَخَرُّوا وسَجَدُوا لَهُ· ثُمَّ فَتَحوا كُنُوزَهُمْ وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذهبًا ولُبَانًا ومُرًّا» (متى2: 11)· ويا للحكمة في انتقاء هذه الهدايا التي تحدّثنا عن أمجاده المتنوعة! فالذَهَب يرمز إلى الألوهية والمجد، وهو يشير إلى الكمال المطلق لشخصه الإلهي··واللُبَان؛ دُهْنٌ أو عطرٌ، يُوحي بالعبير الذي يفيح من حياة الطهر والكمال··والمُرّ وهو أعشاب مُرّة، تُنبئ بالآلام التي سوف يتحملها المسيح في حمله خطايا العالم·· الذَهَب يحدثنا عن بداية القصة فهو كملك وُلِدَ· واللُبَان يحدثنا عن كمال وجمال كل حياته على الأرض· والمُرّ يحدثنا عن نهاية حياته وما احتمله من موته النيابي الكفاري· وهكذا فإن ظلال الصليب كانت تترامى على كل حياة الرب منذ طفوليته· |
|