|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ ( 2كورنثوس 8: 9 ) كان ربنا يسوع غنيًا منذ الأزل البعيد جدًا؛ من قبل مجيئه إلى العالم كإنسان. كان هو الله، وكان عند الله الآب. هو الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد، الذي خلق كل شيء، ومن أجله خُلق الكل، سواء ما في السماوات أو ما على الأرض، سواء المنظور أو غير المنظور. الذي كان قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل؛ عوالم فوق عوالم، الشمس والقمر والنجوم، وملايين من العوالم المنتشرة في جَلَد الكون، وكثير من هذه العوالم أكبر من أرضنا ملايين المرات. جميعها صنعة يديه محمولة في مداراتها الهائلة بمجرد كلمة قدرته. فهو الغني جدًا، الغني إلى أبعد من حدود طاقة عقولنا. هو الله في كل غناه الذي لا يُستقصى، ومع ذلك – في نعمته ومحبته لخطاة مثلي ومثلك؛ خطاة عصوا على خالقهم وخدموا الخطية والشيطان – ترك ابن الله مظهر مجد لاهوته؛ ترك الصورة الظاهرية لمجد اللاهوت، ولو أنه احتفظ بكامل لاهوته حتى في اتضاعه، وصار فقيرًا، لكي نستغني نحن بفقره. هو الذي «لم يَحسِب خُلسةً أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب». هو الخالق الذي اتضع حتى يُولد في العالم في صورة الناس الذين خلقهم، لكنه وُلد بلا خطية. هو القدوس الذي ليس فيه خطية، الذي حُبل به بالروح القدس في أحشاء المُطوَّبة مريم. هو الذي من أجله الكل، نراه مولودًا ومضطجعًا في مذود، وليس له أين يسند رأسه، مُحتاجًا إلى أن يخدم الآخرون حاجاته الزمنية، مُجرَّبًا في سياحته على الأرض، جائعًا عطشانًا ومرفوضًا مِن خلائقه الذين من أجلهم جاء لكي يُخلِّصهم. هو رب الحياة جاء ليموت. لقد صلبه أُناس خطاة، ودفنوه في قبرٍ مستعار. لم يكن قط فقيرًا لكنه وصل إلى أعماق فقرنا لكي نستغني نحن بفقره. هذه هي النعمة الغنية التي تفوق طاقة إدراك الذهن البشري. إن مشروع الله للخلاص لم يكن ممكنًا أن يخطر على قلب بشر، وطريقة الخلاص نفسها تحمل في ذاتها البرهان على أنها الطريقة الإلهية. ويا لها من نعمة أن يتجسد الله خالق الكل ويتضع حتى يموت من أجل خليقة عصت وتنجست! فعجبًا مِنْ نعمةٍ فوق الخطايا قدْ سَمَتْ ومِنْ مسرةٍ بنا قبل الجبالِ رُسِمتْ |
|