|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحكمة والعبادة المقدسة يدعونا ابن سيراخ أن نجتهد في دراسة الشريعة (الكتاب المقدس) والتمتُّع بالحكمة الحقيقية، وفي نفس الوقت يؤكد أن العبادة عامل رئيسي للتمتع بالحكمة (37: 15)، لأنها عطية الله (39: 5-7). هذا لا يقلل من أهمية طلب المشورة من أناسٍ حكماء. الصلاة وليست الأحلام والخزعبلات هي مصدر المشورة الروحية (34: 1-8). يربط العبادة المقدسة بالسلوك المقدس، فكلاهما تقدمة مقبولة ومرضية عند الرب. وأما إن مارسها المؤمن طقوس العبادة كروتين أو واجب بدون التهاب القلب بالحُبِّ والسلوك في حياة روحية فاضلة فهي مرفوضة. "لا تقل: "إن الله ينظر إلى كثرة تقدماتي، وإذا قربتها للعليّ فهو يَقبَلها". لا تكن خائرًا في صلاتك، ولا تهمل الصدقة" (7: 9–10). كما يربط التقدمات بالحياة المقدسة، فمن يغتاب أخيه يُدَنِّس ثروته والعشور التي يُقَدِّمها. إنه لا يَقْبَل أية تقدمة يُصاحِبها ظلم الإخوة (35: 13-15). كما أبرز الرحمة في حياة المؤمن وعبادته. مع تركيزه على التقدمات العقلية غير الدموية، غير أنها لا تحل محل الذبائح والتقدمات المادية، بل تُكَمِّلها. هذا وقد أعطى اهتمامًا خاصًا للعبادة في الهيكل. يهتم أيضًا بربط الحكمة بالليتورجيا الكنسية[26]. فسفره فريد بين أسفار الحكمة، في حديثه عن الحياة الليتورجيا والكهنوت والخدمات الهيكلية (الكنسية). اهتم أن يعطي مجالًا واسعًا في برنامجه لجمال الليتورجية العجيبة (50: 5-13). وتكريم كهنة أورشليم خلال ممارسة العبادة كما يليق (7: 29-30). يشهد بذلك مديحه الرائع لهرون كرئيس الكهنة (45: 6-22)، وحديثه عن سمعان الكاهن الأعظم، إذ يقول: "حين كان يرتدي حُلَّة مجد، ويلبس كمال الفخر، وفي صعوده إلى المذبح المقدّس، كان يُعظِّم ساحة المقدس. وعندما كان يتناول القطعة من أيدي الكهنة، وهو واقف على موقد المذبح، كان يحيط به إكليل من الإخوة، كشجيرة أرز في لبنان ويحيطون به مثل جذوع شجر النخيل. وكان جميع بني هارون في مجدهم، وتقدمة الربّ في أياديهم أمام كل جماعة إسرائيل. عند إتمام الخدمة على المذبح وتدبير تقدمة العليّ القدير... ثم ينزل ويرفع يديه على كل جماعة بني إسرائيل، ويفتخر باسمه (اسم الربّ). عندئذٍ ينحنون إلى أسفل ليسجدوا مرة ثانية لينالوا البركة من العليّ" (50: 11-14، 20-21). وفي مديحه داود الملك، يقول: [أقام مُرَتِّلي المزامير أمام المذبح، ليُرسلوا ألحان عذبة بأصواتهم. جعل للأعياد كرامتها، ونظَّم أزمانها خلال السنة، لتُسَبِّح اسم الله القدوس، ويدوي المقدس(الهيكل) منذ الصباح المُبَكِّر(47: 9-10).] كما يذكر أن الله نفسه رتَّب الذبائح والباكورات (45: 20-25)، ويشهد بأن ذبائح البار مَرْضيَّة أمام الرب وِذْكرها لا يُنسى (35: 6). اهتمت الكنيسة القبطية منذ البداية بهذا السفر، فاقتبست منه في أكثر من عشرين مناسبة خاصة في قراءات الصوم الكبير وصلوات البصخة المقدسة وليلة عيد القيامة وإقامة[27] الراهب. |
|