|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حواء الثانيـة لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة وعلماؤهـا بأنهـا “حواء الجديدة”، أو “حواء الثانيـة”، كما أن الـمسيح هو آدم الثاني:”فكما في آدم يموت الجميع كذلك في المسيح سيحيا الجميع”(1كورنثوس22:15). وإذا مـا تم عمل مقارنـة ما بين حواء العهد القديم وحواء العهد الجديد: – حواء هى أم كل حي كما دعاها آدم (تكوين20:3)، والعذراء هى أم كل مؤمن بإبنهـا يسوع فلقد ولدت المسيح الإله الـمتجسد فصارت به أمـاً لكل الأعضاء المتحدة بجسده:”نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح”5:12). – حواء أغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق في شخص إبنهـا يسوع. – حواء أُخذت من رجل بدون إمرأة، ومريم العذراء وَلَدَتْ وهى الإمرأة بدون رجل. وحواء خُلقت في حالة البرارة وكانت زينة الفردوس وكذلك مريم العذراء. وحواء وضعت للعالـم هابيل الصدّيق الذي قتلـه أخوه بلا مبرر، ومريم أعطت العالـم الصدِّيق الذي قتله أخوتـه على جبل الجلجلـة. وأول من نادى بالمقابلة بين حواء ومريم العذراء هو الشهيد يوستين(100-165م) متمثلاً ببولس الرسول لـمّا قابل بين آدم والـمسيح وسمّاه آدم الثاني. وجاء بعده القديس ايريناوس (120-200م) الذي وضّح الفرق ما بين عدم طاعة حواء وطاعة مريم. كذلك يأتـى العلامة ترتليان (160-220م)، والعلامة الأسكندري اوريجيناوس، والقديس كيرلس الأورشليمي، والقديس إبيفانوس، والقديس ثيودوروس من أنقرة، والقديس أفرام السرياني، وايضاً تكررت نفس النظرة في كتابات القديسين امبروسيوس وجيروم واغسطينوس وغيرهم وجاءوا بتشبيهات ومقارنات لدور مريم العذراء “حواء الجديدة”. وحواء الجديدة هى تـمميم لنبؤة الخلاص التى جاءت عن “الـمرأة” التى ستلد الـمخلّص (تكوين15:3)، فلابد أن تكون ذات صفات خاصـة ليتجسد منهـا القدوس إبن الله، لهذا أتـاها الـملاك محييـاً “السلام عليكِ يا ممتلئة نعـمة”(لوقا28:1)، إعلانـاً من السماء عن برارة وطهارة وملء النِعـمة التى حباهـا الله لـمريـم. |
|