|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"كيف أُخذت شيشك؟! وأُمسكت فخر كل الأرض؟! كيف صارت بابل دهشًا في الشعوب؟! طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة أمواجه. صارت مدنها خرابًا أرضًا ناشفة وقفرًا، أرضًا لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم. وأعاقب بيل في بابل، وأخرج من فمه ما ابتلعه، فلا تجري إليه الشعوب بعد ويسقط سور بابل أيضًا" [40-44]. سبق أن رأينا أن كلمة "شيشك" شفرة خاصة ببابل(715)، وأنها غالبًا مأخوذة عن فعلٍ معناه "يغطس". كأن بابل تغطس في وسط المياه ولا تقوم. لقد سبق فغطس يونان في البحر بينما جلست بابل على المياه الكثيرة كملكة. لكن شتان ما بين الاثنين، إذ تحولت مياه البحر بالنسبة ليونان إلى نهرٍ حلوٍ يحوط به (يونان 2: 5)، حوّلت قفر قلبه إلى جنة، فقدم تسبحة القيامة (يونان 2)، وعاين هيكل قدس الرب وتمتع بالخلاص (يونان 2: 7، 9). أما بابل الجالسة كملكة على نهر الفرات العذب فغطاها البحر المالح بأمواجه، وغرَّق حقولها ومدنها، ولم يعد يسكنها إنسان أو حيوان. أما إلهها بيل الذي ظنوه يأكل ما يذبحونه له وما يقدمونه له من أطعمةٍ فإنه يتقيأ ما ابتلعه، فيكون سخرية أمام الشعوب! وأخيرًا أسوار بابل التي كان العالم يتطلع إليها كإحدى الأعاجيب العظمى، فإنها تسقط. وكأن بابل تفقد نهرها وأرضها ومدنها وسكانها وحيواناتها وإلهها وأسوارها وحمايتها وسلامها! |
|