|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إننا عبيد بطالون ومَن منكم له عبدٌ يحرث أو يرعى ... ألا يقول له: أَعدِد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب؟ ( لو 17: 7 ) الحرث والرعي يتحدثان روحيًا عن خدمتين هامتين في الوقت الحاضر. الخدمة الأولى تمثل خدمة الكرازة في الحقل (العالم) بين النفوس الغالية على قلب الرب، والخدمة الثانية لا تقِّل عنها في الأهمية، وهي العمل بين المؤمنين (في الداخل) لتقديم الطعام اللازم لهم. كِلا الخدمتين هامة وثمينة في نظر السيد الذي نحن نخدمه، سواء خدمة الكرازة بين النفوس الغارقة في الشر والظلام والجهل، أو خدمة تشجيع شعب الله وتقدمهم ونموهم في الإيمان. ولكن هناك عمل آخر للعبد لا يقل أهمية عما سبق، بل يزيد، وهو أن يخدم السيد نفسه، وأن يقدم ما يُشبعه هو، أعني به خدمة السجود له. فإننا بسجودنا نقدم، لا ما يُشبع الإنسان، سواء كان خاطئًا أو مؤمنًا، بل ما يُشبع الرب، كقول السيد في هذا المَثَل: «أَعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني، حتى آكل وأشرب». ثم ماذا بعد أن نفعل هذا وذاك؟ ماذا بعد أن نخدم نفوس المؤمنين ونفوس الخطاة، ثم نخدم أيضًا السيد نفسه بسجودنا؟ هل إذا فعلنا ذلك، يتعين علينا أن نمتلئ بالرضا عن الذات، ونتأمل إنجازنا بإعجاب؟ كلا، بل بعد أن نفعل كل هذا، علينا أن نقول إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا. صحيح أن الرب لا يحب من قديسيه أن يميزهم التكاسل، ويجب ألا نكون متكاسلين في الاجتهاد ( رو 12: 11 )، ولكن صحيح أيضًا أن هناك خطورة علينا من الإنجاز ومن الإخلاص. فأن نُعجب بما أنجزناه هو عَرَض لمرض رديء موجود في داخل قلوبنا، ظهر قديمًا في عوبديا، الذي بادر إيليا عندما قابله بالقول: «أ لم يُخبَر سيدي بما فعلت؟» ( 1مل 18: 23 )، وبعد ذلك ظهر أيضًا في إيليا نفسه، وكانت هي الغلطة الكبرى في حياته، عندما ركز على ما عمله هو وسط أمة إسرائيل ( 1مل 19: 9 - 14). فليحفظنا الرب ـ مهما عملنا لمجده ـ في حالة التواضع، وإلا فإن الرب لن يعدَم وسيلة لكي يحفظنا من الارتفاع، وقد يكون هذا عن طريق شوكة في الجسد، مؤلمة ولكنها لازمة ( 2كو 12: 7 ). إذًا فليتنا نُحفظ من فكرة تعظيم الذات أو الإحساس بأهميتها، ولتمتلئ حياتنا بالعمل والتواضع في آنٍ معًا. |
|