بالصور..مأساة كل عيد:تقطيع أجساد الفتيات في الشوارع
كتب : عادل عبد الرحيم
اعتاد المصريون خلال الأعوام السابقة على جريمة غير أخلاقية بشعة تتكرر كل عام في جميع الأعياد ألا وهي التحرش الجنسي بالفتيات والنساء وبصورة بهيمية جماعية يخرج خلالها بعض الشباب الأرعن المنفلت إلى الشوارع والميادين ليمارسوا هوايتهم القذرة التي تتمثل في مطاردة "خلق الله" لتتحول المرأة أو الفتاة التي أجبرتها ظروف العمل أو حتى بحثاً عن السعادة بالخروج في العيد إلى فريسة يتكالب عليها الذئاب والكلاب الضالة.
المؤسف في هذه المهزلة أن تلك الجرائم تتم كل عام تحت سمع وبصر "فلول" رجال الأمن من العساكر البسطاء وأمناء الشرطة الذين ينظرون إلى عملهم في هذه المناسبة على أنه تكدير لمزاجهم وعقوبة لا ينجو منها إلا رجل الشرطة الذي هو ذو حظ عظيم من أصحاب النفوذ الذين لا يفارقون المكاتب المكيفة والنتيجة الحتمية أن يتحول هؤلاء "الجندرمة" إلى مجموعة مشاهدين على تقطيع أجساد الفتيات وتمزيق ملابسهن بصورة حيوانية لا تليق ببلد يقال أن حضارته 7 آلاف عام مثل مصر.
ولمن لا يعرف تنتشر جريمة التحرش الجنسي هذه في أكثر من منطقة بداية من كورنيش النيل الشاهد الأكبر على اغتصاب حرمة النساء وتمتد هذه الجريمة إلى ميدان العتبة وشارع طلعت حرب وشارع شريف بوسط المدينة وميدان التحرير وميدان احمد عرابي بالمهندسين وشارع جامعة الدول العربية الذي ينظر إليه البعض على أنه "عاصمة التحرش" في مصر والعالم العربي.
وقد بدأت "حلقات" مسلسل التحرش الجنسي الجماعية منذ عدة سنوات وكان بداية شهرتها مع الراقصة المخضرمة دينا والطبال المغني سعد الصغير الذين قاموا ليلة وقفة العيد بآداء "وصلة" رقص على "واحدة ونص" أمام إحدى سينمات وسط البلد كنوع من الدعاية الإعلامية التي تعتمد على طريقة "هز الوسط" لفيلمهم الفاشل "علي الطرب بالتلاتة".
ساعتها تكالب مئات الشباب لتحسس جسد الراقصة في مشهد يدعو للتقيؤ ثم انتقلت الجريمة من الراقصة إلى الاعتداء على الفتيات المتواجدات بوسط البلد وكأن رقصة دينا وطبلة الصغير أطلقتا صفارة خروج المارد الجنسي من أجساد الشباب الذين تتركز شريحتهم العمرية ما بين 10 إلى 14 سنة والتي كان ينظر إليها كثيرون حتى وقت قريب على أنها مرحلة طفولة وليست مرحلة انفجار جنسي.
ولم يتوقف التحرش عند حدود الراقصة دينا إلا أنه وصل أيضاً للممثلة بسمة وزوجها د. عمرو حمزاوي الذين تعرضا للتحرش 3 مرات، حتى قيل أنهم باتا يفكران أكثر من مرة قبل الظهور مع بعضهما البعض في أي مكان خوفاً من تعرضهم مرة رابعة للتحرش.
وخلال عيد الفطر الماضي انتشرت عصابات من الفتيان والشباب ليمارسوا جرائمهم البشعة في الالتصاق بالفتيات والنساء بجميع الحدائق والمطاعم والشوارع والميادين بصورة تسيء كثيراً لما يتم ترديده عن الشباب المصري ذو الطباع الشرقية الأصيلة الذي يحفظ الأعراض ويصون الشرف والأخلاق.
وقد تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت عدداً المشاهد البشعة لجرائم التحرش الجنسي خلال عيد الفطر الذي يأتي عقب شهر رمضان المعظم الذي يقضي المسلمون نهاره في صيام عن المعاصي وليله في عبادة وقرب إلى الله، لكن يبدو أن المارد الشيطاني أطاح بكل هذه القيم النبيلة بعد أن انفجر داخل الشباب لنرى هذه المشاهد المقززة.
فعلى الصعيد الميداني قد تمكنت مباحث الآداب من ضبط حالات تحرش بمناطق حديقة الحيوان وكورنيش النيل وشارع جامعة الدول العربية وحديقة الأورمان وعدد من الميادين العامة، أثناء الاحتفالات بثانى أيام عيد الفطر.
وقد شهدت المناطق الأثرية بالجيزة وشارع جامعة الدول العربية وجوداً أمنياً مكثفاً تحسباً لوقوع أي حالات تحرش، خصوصًا في ظل وجود الشباب والفتيات بأعداد كبيرة على مدار اليوم، ورغم ذلك فقد وقعت عدة حالات تحرش، وتم ضبط المتهمين فيها.
وقد انتشرت فى شوارع القاهرة ومحطات المترو ملصقات تناهض التحرش الجنسي وتدعو الآخرين على مواجهة أى حالات تحرش فى الشوارع والمواصلات العامة ، وكتب على الملصقات ”لا للتحرش” ، ”ماتسكتش على التحرش”، ”بلد فيها تحرش ماتبقاش مصر.
وفي النهاية تبقى كلمة للواء احمد جمال الدين وزير الداخلية المسئول الأول عن أمن هذا البلد، فلبد أن يضطلع جهاز الشرطة بمهامه وخصوصاً في هذه الأيام التي يكون المواطنون أحوج ما يكونون فيه إلى الشعور بالأمن فهل نتخذ التدابير اللازمة أم ننتظر وقوع الكارثة حتى نترك؟!
المصدر الدستور