|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إلى الحَياةِ الأَبدِيَّة تشير الآية "فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى العَذابِ الأَبديّ، والأَبرارُ إلى الحَياةِ الأَبدِيَّة" إلى اقتباس هذه الآية من نبوءة دانيال "كثيرٌ مِنَ الرَّاقِدينَ في أَرضِ التَّرابِ يَستَيقِظون، بَعضهم لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة، وبَعضُهم لِلعارِ والرَّذلِ الأَبَدِيّ." (دانيال 12: 2) وجاء نصُّ إنجيل يوحنا يؤكد ذلك "يَخُرجونَ مِن القبور أمَّا الذِين عَمِلوا الصَّالحات فيَقومون لِلحيَاة وأمَّا الذِين عَمِلوا السَّيِّئات فيقومونَ للقضاء" (يوحنا 5: 29). وتشير هذه الآية أيضًا إلى قيامة الأموات، ولكنَّها تصف أيضًا الحالة الأبديَّة والنِّهائيَّة للأبرار والأشرار بعد القِيامة والدَيْنونَة الأخيرة. وعندما يحذّر الرَّب يسوع من العَذاب الأبدي، فهو إنَّما يسعى لانقادنا من هذا العَذاب الرَّهيب، ويحثُّنا للعمل الصالح لنيل السَّعادة الأبديَّة. أمَّا عبارة " العَذابِ الأَبديّ فتشير إلى العَذاب الذي اُعتبر عِقابًا للخطيئة الشَّخصيَّة (تكوين 3 :14-19) أو الجَماعيَّة (أشعيا 1 :4-8). والعذاب الأبدي هو عِقاب أبدي الذي هو البُعد عن وَجْهِ الرَّبِّ. ومن الشَّواهد على ابديه العقاب بعد الموت ما ورد في الكتاب المقدس " أَظهَرَ الرَّبُّ نَفْسَه وأَصدَرَ القَضاء وأُخِذَ الشِّرِّيرُ بِمَا فَعَلَت يَدَاه (مزمور 9: 8) "قد فَزعَ الخاطِئونَ في صِهْيون والرَّعدَةُ أَخَذَتِ الكُفَّار. مَن مِنَّا يَسكُنُ في النَّارِ الآكِلَة؟ ومَن مِنَّا يَسكُنُ في المَواقِدِ الأَبَدِيَّة؟ " وأشعيا 33:14) "ومع هذا كُلِّه، فبَيننا وبَينَكم أُقيمَت هُوَّةٌ عَميقة، لِكَيلا يَستَطيعَ الذِين يُريدونَ الاجتِيازَ مِن هُنا إِلَيكُم أَن يَفعَلوا ولِكَيلا يُعبَرَ مِن هُناك إِلَينا" (لوقا 16: 26) " مَن آمَنَ بِالابن فلهُ الحَياةُ الأَبديَّة ومَن لم يُؤمِنْ بالابن لا يَرَ الحَياة بل يَحِلُّ علَيه غَضَبُ الله" (يوحنا 3: 36 )، "وأَن يُجازِيَكم أَنتُمُ المُضايَقينَ وإِيَّانا بِالرَّاحَة عِندَ ظُهورِ الرَّبِّ يَسوع، يَومَ يَأتي مِنَ السَّماءِ تُواكِبُه مَلائِكَةُ قُدرَتِه في لَهَبِ نار ويَنتَقِمُ مِنَ الذِين لا يَعرِفونَ الله ولا يُطيعونَ بِشارةَ رَبِّنا يسوع. فإِنَّهم سيُعاقَبونَ بِالهَلاكِ الأَبَدِيّ مُبعَدينَ عن وَجْهِ الرَّبِّ وعَن قُوَّ تِه المَجيدة" (2 تسالونيقي 1: 7-9). والعَذاب الأبدي كناية عن تَمام الشَّقاء والإثم. أمَّا عبارة "الحَياةِ الأَبدِيَّة" فتشير إلى أتحاد الإنسان بالله، وهو حالة أقرب القُرب إلى الله، وهي كناية عن كمال السَّعادة والقِداسة والاتحاد بالرؤية الكاملة، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "نَحنُ اليومَ نَرى في مِرآةٍ رُؤَيةً مُلتَبِسة، وأَمَّا في ذلك اليَوم فتَكونُ رُؤيتُنا وَجْهًا لِوَجْه" (1 قورنتس 13: 12)؛ فالإنسان لا يجد راحته واستقراره إلا في الله، كما يقول القِديس أوغسطينوس "صنعتنا لك، يا الله، ويبقى قلبنا مضطربا حتى يجد راحته وقراره فيك". وليس النَّعيم الكامل يدخل قلوب أهل النَّعيم، بل أهل النَّعِيم بأكملهم يدخلون نَعِيم الله والحياة الأبديَّة. |
|