|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ يقولُ لِلَّذينَ عنِ الشِّمال: إِليكُم عَنِّي، أَيُّها المَلاعين، إلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعدَّةِ لإِبليسَ وملائِكَتِه تشير عبارة " إِليكُم عَنِّي " في الأصل اليوناني Πορεύεσθε (معناها أذهبوا) إلى قول المسيح الذي قال سابقًا "تَعالَوا إِليَّ "(متى 11: 28) " قال لهم أخيرًا "أذهبوا عني". للذِين قالوا لله في حياتهم على الأرض " ابتَعِدْ عَنَّا. وماذا يَصنَع بِنا القَدير" (أيوب 22: 17) سيسمعونه يقول لهم "ابعدوا عني"، وهذا الأمر بداية عذاب جَهَنَّم، لان القُرْب من الله شبعٌ وسرورٌ (مرقس 16: 11)، والبُعد عنه موت وهلاك. أمَّا عبارة "المَلاعين" فتشير إلى الأشرار الذِين جَحدوا إيمانهم. والحُكم هنا على الذِين رفضوا أن يُعينوا إخوتهم في وقت الشِّدَّة فحُرموا من كل خير ومسرِّة ونالوا عِقاب الآلام والأحزان بعكس الأبرار الذي قال لهم الرَّب "يا مَن بارَكَهم أَبي "، ولم يقل لهم " يا ملاعين أبي "، لانَّ من الله الخلاص، وأمَّا الهلاك فيأتي من أعمال النَّاس، فهم لعنة على أنفسهم، كما ورد في نبوءة أشعيا: " هكذا قالَ الرَّبّ: إِنَّما آثامُكم باعَتْكم ومَعاصيكم طَلَّقَت أُمَّكم"(أشعيا 50: 1). وهذا ما يوضِّحه يوحنا الإنجيلي بقوله: "كُلُّ مَن أَبغَضَ أَخاه فهو قاتِل وتَعلَمونَ أَنْ ما مِن قاتلٍ لَه الحَياةُ الأَبدِيَّةُ مُقيمَةٌ فيه" (1 يوحنا 3: 14). أمَّا عبارة " النَّارِ الأَبَدِيَّةِ " فتشير إلى العقاب الأبدي في الجَحيم الذي هو مكان القَصاص بعد الموت لكل من يرفض التَّوبة (متى 5: 29). وهناك كلمتان تستخدمان للتعبير عن الجَحيم: كلمة عبريَّة שְׁאוֹל معناها الهاوية والتي استخدمت في العهد القديم للإشارة إلى القبر، مثوى الأموات (مزمور 16: 10)، واستخدمت كلمة أخرى وهي جَهَنَّم גֵּיהִנּם نسبة إلى وادي هنوم حيث كان الأطفال يُحرقون بالنَّار قربانا للآلهة الوثنيَّة (2 ملوك 23: 10)، وهو مكان النَّار الأبديَّة (متى 18: 8) المُعدَّةِ لإِبليسَ وملائِكَتِه وكلِّ من لا يؤمنون بالله (متى 25: 46). وهذه هي الحالة الأبديَّة والنِّهائيَّة للأشرار بعد القِيامة والدَيْنونَة الأخيرة. وهذه النَّار ليست للتطهير بل للعذاب، وهي علامة غضب الله على الخطأة لأنه تعالى بالنسبة إليهم " نارٌ آكِلَة" (العبرانيين 12: 29). أمَّا عبارة "لإِبليسَ وملائِكَتِه" فتشير إلى الله الذي لم يُعِّدْ النَّار الأبديَّة للإنسان بل للشَّيطان (رؤيا 19: 20)، كما سبق وقال إلى الأبرار "رِثوا المَلِكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم" (متى 25: 34)، لذلك لم يقل أنَّ جَهَنَّم معدة للأشرار من النَّاس بل للشَّياطين. والشَّياطين هم الملائكة السَّاقطون. أعدّ لهم محل العذاب الذي استحقوه (رؤيا 12: 8-9)، وكل من يختار بنفسه أن يكون ابنًا للشَّيطان يذهب معه للنار الأبديَّة، كما جاء في تعليم يسوع " أَنتُم أَولادُ أَبيكُم إِبليس تُريدونَ إتمامَ شَهَواتِ أَبيكم. كانَ مُنذُ البَدءِ قَتَّالاً لِلنَّاس ولَم يَثبُتْ على الحَقّ لأَنَّه ليسَ فيه شَيءٌ مِنَ الحقّ. فَإِذا تكَلَّمَ بِالكَذِب تَكَلَّمَ بِما عِندَه لأَنَّه كذَّابٌ وأَبو الكَذِب" (يوحنا 8: 44). الله أعدّ المَلِكوت السَّماوي للإنسان. لكن الأشرار اختاروا بأنفسهم لأنفسهم أن يُلقوا في النَّار الأبديَّة التي أُعِدّت لإبليس وجنود، كما حدث مع يهوذا الإسخريوطي الذي ذهب إلى مكانه (أعمال الرسل 1: 25) فإذا دينونتهم عادلة. |
|